نوبات الهلع هل هي خوف طبيعي أم مرض نفسي؟

حينما نسمع عن أحد ما من الناس مصاب باضطراب نوبات الهلع نتساءل فيما بيننا، هل يوجد أحد لم يختبر مشاعر الخوف أحيانا كثيرة وقد يصل بنا الأمر درجة الرعب. الإجابة هي أننا جميعاً قد اختبرنا هذا الشعور فى أوقات كثيرة. لكن الحديث عن نوبات الهلع قد يختلف كثيراً كما سوف نرى لاحقاً.

تجربة حياتية مع الخوف أو ربما الهلع

يحكي لي أحد الأصدقاء أنه كان يعمل لصالح إحدى شركات الأدوية للترويج لواحد من الأدوية التي تعمل على علاج بعض الاضطرابات النفسية. كان من واجبات عمله أن يسعى لزيارة أطباء الأمراض النفسية، كي يحدثهم عن مميزات الدواء الجديد. قد اشتكى لي عدة مرات من صعوبة هذه الزيارات؛ لأنه يضطر للانتظار طويلًا حتى ينتهي الطبيب من جلساته ويقابله. في مرة من المرات ذهب ليقابل أحد الأطباء الذي تقع عيادته في منطقة منعزلة، وعند دخوله إليها لاحظ أن العيادة ليس بها أحد من المرضى، بل ليس بها أحد على الإطلاق مع إضاءة باهتة مخيفة. 

فوجئ بشخص يخرج إليه فجأة قبل أن يخطو إلى الداخل ويعرفه بنفسه على أنه الطبيب. استغرب كثيراً لعدم وجود مساعد لاستقبال الزائرين، ولكنه همس لنفسه بسعادة أنها فرصة ليقوم بزيارة سريعة وينهي عمله باكراً. سلم على الطبيب وعرَّفَ نفسه، وغرضه من الزيارة ولكنه فوجئ بالطبيب يعتذر عن مقابلته لأنه مشغول بالعمل لازدحام العيادة بالمرضى. أصيب هذا الصديق بالرعب الشديد لخلو العيادة تماما مع تأكيد الطبيب على العكس. حاول أن يتماسك حتى أنصرف بسرعة من عند الطبيب، وقد اختبر درجة من الخوف والرعب بطريقة لم يعهدها في الواقع.

قصة كالتي سبقت ومثلها كثير يجعلنا نتساءل عن الفرق بين الخوف أو حتى الرعب الطبيعي وبين المرض النفسي الذي يطلق عليه نوبات الهلع.

ما هي نوبة الهلع؟

نوبة الهلع هي خوف أو قلق مفاجئ ومكثف يمكن أن يتسبب في ضيق في التنفس أو بالدوار أو تسارع ضربات القلب. قد تشعر أنك خارج عن السيطرة. يعتقد بعض الناس أنهم أصيبوا بنوبة قلبية أو على وشك الموت. قد تدوم النوبة عادة من خمسة دقائق إلى عشرين دقيقة. ولكن يمكن أن تستمر لفترة أطول تصل إلى بضع ساعات. يبدأ شعورك بالقلق الشديد بعد حوالي 10 دقائق من بدء النوبة.

أسباب نوبات الهلع

تحدث نوبات الهلع دون سبب واضح. كما قد تنتج هذه النوبات المتوقعة عن ضغوط خارجية، مثل الرهاب، ويمكن أن تصيب أي شخص، ولكن وجود أكثر من نوبة واحدة يمكن أن يكون علامة على أن لديك حالة من اضطراب الهلع.

عوامل الخطر للإصابة بنوبات الهلع

1. بعض الأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.

2.  مشاكل في القلب أو التنفس.

3. الاكتئاب أو غيره من اضطرابات المزاج.

4. إدمان الكحول والمخدرات.

5. استهلاك الكثير من النيكوتين والكافيين.

6. تناول بعض الأدوية، مثل تلك المستخدمة في علاج الربو ومشاكل القلب.

7. استخدام العقاقير المحظورة، مثل الماريجوانا والكوكايين.

8. الشعور بالقلق والتوتر لفترة طويلة.

تزداد احتمالية الإصابة باضطراب الهلع إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.

أنواع نوبات الهلع

تنقسم نوبات الهلع إلى نوعين وذلك يعتمد على حسب السبب وراءها إن كان عفوياً ومفاجئاً أم أنه بعد حدثٍ ما. لنتعرف بالتفصيل على هذه الأنواع. 

 

نوبات هلع غير متوقعة

هي نوبات ليس لها سبب واضح. على سبيل المثال، قد تكون جالساً تشاهد التلفاز وتواجه فجأة نوبة هلع. لأنك كنت مسترخيًا ومستريحًا، ستقول أن هذا كان نوبة فزع غير متوقعة. يمكن أن تحدث نوبة هلع غير متوقعة أثناء النوم أو عندما تكون جالساً مع الأصدقاء أو أثناء تناول الطعام في مطعمك المفضل. هذا لا يعني أنه لا يوجد في الواقع أي محفز.

 

نوبات الهلع المتوقعة

عادة ما ترتبط نوبات الهلع المتوقعة بضغوط ومحفزات محددة. على سبيل المثال، قد تخشى من المناطق المرتفعة أو الأماكن المغلقة أو الطيران أو العناكب. قد تواجه نوبة هلع إذا تعرضت لأي من هذه الظروف في هذه الحالة، ستعرف أن نوبة الهلع التي تعرضت لها مرتبطة بهذه الظروف.

 

اقرأ أكثر عن كيف يبدو المصاب بنوبة الهلع؟

 

الخوف الطبيعي سوف ينشأ عن شيء مخيف بطبعه للإنسان الطبيعي ولا يعاود الشخص فى صورة نوبات منتظمة، وهو أمر طبيعي يدفع الإنسان للتصرف سريعاً للنجاة من خطر قد يضر الإنسان. أما المرض النفسي مثل نوبات الهلع فهو يمثل إزعاجاً مستمراً قد تصبح الحياة معه جحيماً لا يطاق، وقد يتطلب زيارة لعيادة الطبيب النفسي للسيطرة عليه والحد من مضايقاته.

 

اقرأ أيضاً عن الأمراض النفسية والعقلية وغيرها من المواضيع التي قد تشغل بالك من خلال زيارة موقعنا: