ما أعراض التهاب المعدة وكيف تتخلص منه؟

قال العرب قديمًا أن المعدة بيت الداء، ومن خلال تجاربنا جميعًا يمكننا أن نتفق على كم الإزعاج الذي تسببه أعراض مشكلات المعدة، مثل أعراض التهاب المعدة أو القولون، وكم نسعى جاهدين للتخلص منها وتجنب حدوثها مرة أخرى. في هذا الموضوع نتناول مشكلة التهاب المعدة، ونتعرف على أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها، ونوضح لك أيضًا الفرق بين التهاب المعدة والقولون، فهيا بنا نبدأ.  

 

أعراض التهاب المعدة 

يشير مصطلح التهاب المعدة لمجموعة من الحالات التي تشترك في التهاب البطانة الداخلية للمعدة، وقد يحدث هذا الالتهاب بشكل مفاجئ وحاد ويُعرف بالتهاب المعدة الحاد، أو يستمر لمدة طويلة ويتطور بمرور الوقت، ويُعرف بالتهاب المعدة المزمن. 

هناك حالة أقل شيوعًا لالتهاب المعدة، تُعرف بالتهاب المعدة التقرحي. 

 

لا يسبب التهاب المعدة أعراضًا ملحوظة لدى الجميع، وفي حال ظهورها تكون الأعراض الأكثر شيوعًا هي:  

 

• غثيان. 
• قيء. 
• شعور بالامتلاء في الجزء الأعلى من البطن، خاصة بعد تناول الطعام. 
• عسر الهضم يظهر على هيئة حرقة أو ألم في الجزء العلوي من البطن قد تجده يزداد سوءًا أو يتحسن مع تناول الطعام. 

 

في حالة الإصابة بالتهاب المعدة التقرحي، فقد تظهر أعراض مختلفة مثل:  

 

• براز أسود. 
• تقيء الدم، وقد يظهر في صورة مادة تشبه القهوة المطحونة.  

 

عليك اللجوء الفوري إلى الطبيب في حالة ظهور هذه الأعراض. 

 

أسباب التهاب المعدة 

عادة ما ينتج التهاب المعدة عن عدوى؛ بكتيرية أو فيروسية، وبشكل عام يمكن تلخيص الأسباب المؤدية لهذه الحالة فيما يلي:  

 

• العدوى ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (H. pylori): على الرغم من أنها أحد حالات العدوى الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، فإنها قد تتطور لدى بعض الأشخاص إلى التهاب المعدة أو اضطرابات الجهاز الهضمي العلوي الأخرى. يعتقد الأطباء أن الإصابة بهذه البكتيريا يمكن أن تكون وراثية أو ناتجة عن خيارات نمط الحياة غير الصحية، مثل التدخين والنظام الغذائي السيء. 
• كثرة تناول المسكنات المضادة للالتهابات؛ مثل الإيبوبروفين والأسبرين. 
• علاجات السرطان؛ يمكن أن تزيد أدوية العلاج الكيميائي أو الإشعاعي من خطر الإصابة بالتهاب المعدة. 
• شرب الكحول. 
• المرور بفترات ضغط وتوتر شديدة، والمرض مثل ما بعد الجراحة. 
• مشكلة في جهاز المناعة تسبب مهاجمة الجسم لبطانة المعدة. 

 

مضاعفات التهاب المعدة 

بداية، نحب أن نطمئنك إلى أنه في معظم الحالات يكون التهاب المعدة غير خطير، ويتحسن بسرعة عند الالتزام بالعلاج المناسب، ولكن إذا تُركت الحالة دون علاج، فقد تؤدي إلى قرحة في المعدة ونزيف. أخبر طبيبك إذا لم تتحسن أعراضك على الرغم من الالتزام بالتوصيات والعلاج. 

 

قد تزيد بعض أشكال التهاب المعدة المزمنة خطر الإصابة بسرطان المعدة، ولكن ذلك يحدث في حالات نادرة؛ خاصة حالات الترقق الشديد لبطانة المعدة أو وجود تغيرات في خلاياها. 

 

علاج التهاب المعدة 

إجمالًا، يعتمد علاج التهاب المعدة على السبب وراءه، وتشمل الخيارات كل من:  

 

• المضادات الحيوية؛ للتخلص من العدوى البكتيرية. احرص على تناول جرعة المضاد الحيوي كاملة كما وصفها الطبيب، إلى جانب الأدوية الأخرى. 
• مضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون؛ وهي أدوية للسيطرة على حمض المعدة ومنعه من الارتداد إلى المريء. 
• أدوية لتقليل إفراز حمض المعدة. 
• إيقاف مسكنات الألم المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين وتجربة دواء مختلف، إن أمكن. 
• التوقف عن شرب الكحول.  

 

إذا لم يتحسن التهاب المعدة، أو تسبب في أعراض شديدة، فقد يحيلك الطبيب العام إلى أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، والذي قد يقرر إجراء تنظير المعدة للحصول على صورة أدق وتشخيص سليم لحالتك. 

 

الإجراءات المنزلية 

إذا كان التهاب المعدة يسبب لك أعراض عسر هضم خفيفة، فهناك أشياء يمكنك فعلها للمساعدة، وهي:  

 

• التقليل من كمية المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والكولا ومشروبات الطاقة. 
• الاستلقاء على وسادة إضافية في السرير بحيث يكون رأسك وكتفيك أعلى؛ للمساعدة على منع حمض المعدة من الارتفاع في الحلق أثناء النوم. 
• إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادته. 
• تقليل تناول مسكنات الألم المضادة للالتهابات. 
• التوقف عن تناول الطعام من 3 إلى 4 ساعات قبل الذهاب إلى الفراش. 
• تجنب الأطعمة والمشروبات الحمضية والدهنية والحارة. 
• التوقف عن شرب الكحول. 
• الإقلاع عن التدخين.  

 

يمكنك أيضًا اللجوء للصيدلي والحصول على أدوية عسر الهضم الخفيف التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل:  

 

• الأدوية التي تساعد على منع حمض المعدة من تهيج المعدة والمريء، مثل مضادات الحموضة. 
• الأدوية التي تقلل كمية الحمض التي تصنعه معدتك، مثل مثبطات مضخة البروتون. 

 

تؤخذ بعض أدوية عسر الهضم بعد الأكل وبعضها يؤخذ قبل الأكل، تحقق من الصيدلي أو من نشرة المعلومات التي تأتي مع الدواء. 

 

 

الوقاية من التهاب المعدة 

كما وضحنا سابقًا، فإن الإصابة ببكتريا الهيليكوبكتار بايلوري هي أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب المعدة، ولكن المشكلة في عدم إدراك معظم المصابين بها بالإصابة، ما يُسهل عملية انتقال العدوى إلى آخرين. يمكنك تقليل خطر الإصابة بالعدوى من خلال ممارسة إجراءات النظافة الجيدة، بما في ذلك غسل اليدين. 

 

يمكنك أيضًا اتخاذ خطوات لتقليل عسر الهضم وحرقة المعدة، وهي الأعراض المصاحبة لالتهاب المعدة. تشمل التدابير الوقائية ما يلي: 

 

• تجنب تناول الأطعمة الدهنية أو المقلية أو الحارة أو الحمضية أو تقليلها.  
• تقليل تناول الكافيين. 
• تناول وجبات صغيرة بدلًا من وجبتين كبيرتين على مدار اليوم. 
• إدارة الإجهاد والتوتر. 
• عدم تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. 
• التوقف عن استهلاك الكحول. 
• تجنب الاستلقاء والتمدد لمدة ساعتين إلى 3 ساعات بعد الأكل. 

 

الفرق بين أعراض التهاب المعدة والقولون 

على الرغم من اشتراك التهاب المعدة والقولون في بعض الأشياء؛ إلا أنه غالبًا ما يكون لهما أسباب مختلفة وقد يتطلبان أساليب علاجية مختلفة.  

 

يشترك كلا الحالتان في أنهما تنشأن في الجهاز الهضمي وتسببان أعراضًا تشمل الإسهال وآلام البطن أو المغص. 

 

تشمل بعض الاختلافات الرئيسية بين التهاب المعدة والتهاب القولون ما يلي: 

 

• مكان الالتهاب: يشمل التهاب المعدة؛ المعدة والأمعاء، بينما يشمل التهاب القولون القولون فقط. 
• الأعراض: قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المعدة والأمعاء من الغثيان والقيء، بينما قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب القولون من إسهال دموي. 
• مدة الإصابة: عادة ما يكون التهاب القولون مزمنًا، بينما قد يكون التهاب المعدة مزمنًا أو حادًا.  
• العلاج: عادة ما تكون هناك احتمالية أعلى لأن يتعافى التهاب المعدة والأمعاء من تلقاء نفسه، في حين أن التهاب القولون قد يتطلب عناية طبية. 

 

ما هو التهاب القولون؟ 

كما في التهاب المعدة، يعني التهاب القولون التهاب البطانة الداخلية له. 

النوع الأكثر شيوعًا من التهاب القولون هو التهاب القولون التقرحي، والذي يسبب تقرحات، ويمكن أن يمتد من المستقيم إلى البطانة الداخلية للقولون. 

 

تختلف أعراض التهاب القولون باختلاف الأنواع وكذلك تختلف من شخص لآخر. 

تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب القولون التقرحي ما يلي: 

 

• إسهال. 
• دم في البراز. 
• مخاط أو صديد في البراز. 
• نزيف مستقيمي. 
• تقلصات وآلام في البطن. 

 

بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر المريض بالحاجة إلى التبرز على رغم من عدم حاجته، أو يشعر بحاجة ملحة ومفاجئة للتغوط.  

 

 

في النهاية، عليك التوجه إلى الطبيب فور ملاحظتك أعراض التهاب المعدة للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، يزيد ذلك من سرعة التعافي ويقلل فرص حدوث مضاعفات. احرص على تناول الأدوية والالتزام باستكمال جرعة المضاد الحيوي في حال وصفه الطبيب حتى لا تعرض نفسك لانكاسات.  

 

يمكنك قراءة المزيد من موضوعات الوعي الصحي على موقع دوت كير.