بدت مشاعر القلق تظهر على وجهك منذ أن قرأت عنوان المقال، إذ يربط الشخص رجولته بمستويات هرمون التستسترون لديه خوفاً منه أن ينخفض محدثاً لديه صفات أنثوية. هل ذلك لأنك تعلم أن النساء يملكن هرمون الذكورة أيضاً؟ ما هو التستوستيرون وماذا يفعل في جسمك؟ تابع قراءة سطورنا لتعرف الإجابة وتطمئن مخاوفك.
اكتسب هرمون التستسترون سمعة سيئة بين الرجال نظراً للأخبار غير العلمية التي يقرؤونها على وسائل التواصل الاجتماعي حول سوء استخدامه والإفراط في تناوله خلال ممارسة الرياضة وألعاب كمال الأجسام.
دعك من كل هذا وتعرّف عليه علمياً وطبياً. يُصنع التستسترون من الخصيتين عند الرجل بشكل أساسي، ومن المبيض عند الأنثى بكميات ضئيلة.
يملك التستسترون أدواراً هامة تدخل في صحة الرجل الجنسية والنفسية والجسدية، كما أنه يعد سبباً رئيسياً في الإصابة بسرطان البروستاتا، هل كنت تتخيل ذلك؟ لم يقتصر دوره على جسم الرجل فقط، فإن النساء أيضاً بحاجة هذا الهرمون، إذ يدعم ويحافظ لديهن على أنسجة العظام ونموها الصحي ويعزز الدافع الجنسي الصحي أو الرغبة الجنسية.
يظن الرجل أن هرمون الذكورة لديه يقتصر على إنتاج الحيوانات المنوية أو النطاف فقط، ولكنه فعلياً يدخل في أدواراً عديدة مهمة ومؤثرة دون شعوره بذلك، والتي تشمل بشكل رئيسي:
تطور القضيب والخصيتين لديه.
تنظيم الرغبة والدافع الجنسي.
بناء ودعم كتلة العظام والعضلات وزيادة قوتهم.
تشكيل واختلاف توزيع الدهون في الجسم ما بين الرجل والأنثى.
ظهور شعر الوجه والعانة ابتداءً من سن البلوغ.
المساهمة في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
دعم الحالة المزاجية والانفعالية لدى الرجل.
تزداد معدلات إنتاج هرمون التستوستيرون تدريجياً لتبلغ ذروتها خلال سنوات المراهقة، ثم تستقر في مستويات منضبطة بعد ذلك، وتبدأ في الانخفاض بعد سن الثلاثين بشكل طفيف.
تمثل وظيفة هرمون التستوستيرون شكلاً معقداً نظراً لكون هذا الهرمون يؤثر بشكل فعّال في كلا الجنسين، إضافة لتحوله جزئياً في جسم الإنسان إلى نوع من الإستروجين، يدعى الإستراديول والذي له أدوار خاصة أيضاً. مع تقدم الرجل في العمر، تقل معدلات إنتاج هرمون التستوستيرون، وبالتالي تنخفض أيضاً معها معدلات هرمون الإستراديول، وذلك يفسر أن أي تغيير يحدث في الجسم لا يعود فقط إلى نقصه المباشر بل إلى نقص الإستراديول معه أيضاً.
يربط بعض الرجال هرمون التستسترون بالقوة والشدة البدنية فقط، لذا نرى انتشار الشائعات حوله وتناول مكملاته بشكل خاطئ لتعزيز ودعم القوة واللياقة في أثناء القيام بالتمارين الرياضية.
من ضمن الشائعات المنتشرة في مجتمعاتنا، خذ هرمون التستوستيرون وسوف يزداد طولك! عليك التأكد أن طولك وقامتك يتعلقون بهرمون النمو وليس بهرمون الذكورة لديك، وأن التستوستيرون ليس له علاقة، لا أثناء عملية النمو ولا بعدها.
وقد تسمع العديد من الخرافات الأخرى مثل:
المزيد من هرمون التستوستيرون سيحسن الخصوبة لديك!
التستوستيرون سيجعلك أصغر سنًا!
مكملات التستوستيرون في بداية الزواج ستجعلك تنجب أسرع!
وأكثر الشائعات خطورة هي نصيحة بعض الأشخاص بزيادة الجرعة الموصوفة لك من قبل الطبيب؛ بهدف تسريع العلاج وتحسين الحالة لدى الرجل.
نرى انتشار مثل هذه الخرافات في المقاهي والنوادي وبين جلسات وأحاديث الرجال، فينصحون بعضهم أنه يحسن العلاقة الجنسية ويدعمها، ويزيد النشاط ويحسن المزاج.، لكن ما لا يعلمه الكثير أن زيادة هذا الهرمون في أجسادهم بشكل فوق الطبيعي قد يكون له آثاراً وخيمة على صحتهم العامة وعلى كل ما يسعون له.
ختاماً أراد أطباء مجموعتنا الصحية أن يشرحوا أهمية هرمون التستسترون، ودوره في تنظيم الخصوبة وكتلة العضلات وتوزيع الدهون وإنتاج خلايا الدم الحمراء، كما أننا نهدف إلى تصحيح المعتقدات والشائعات التي لطالما سمعتها في النوادي والمقاهي ومن الأصحاب حول هذا الهرمون. للأسف لم تكن سطورنا كافية لتشير إلى أسباب وأعراض نقصه لدى الرجل تعرّف عليها معنا ضمن المقال التالي في مجتمعنا كلام رجالة.