أنا بس مرهق نفسيًا الفترة دي"، كثيرًا ما يستخدم الأزواج هذه العبارة لتبرير عدم القدرة على تحقيق الانتصاب، والتي قد تقابلها الزوجة بنظرة تشكيكية، والحقيقة أن ضعف الانتصاب بسبب الحالة النفسية أو كما يُعرف بضعف الانتصاب النفسي مشكلة حقيقية، وليست مجرد طريقة يخفي بها الزوج إحراجه، خاصةً أن الأمر لا يستدعي الإحراج، فالتوتر والقلق وغيرها من المشكلات النفسية تؤثر في الجسم بأكمله، وفي القدرة الجنسية على وجه الخصوص، كما سنوضح من خلال المقال.
ضعف الانتصاب بسبب الحالة النفسية
ضعف الانتصاب النفسي هو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة بسبب عوامل نفسية، مثل: التوتر والقلق والاكتئاب.
على عكس المعتقد الشائع أن ضعف الانتصاب يحدث نتيجة مشكلة جسدية في الغالب، فإن ما يقرب من 40٪ من حالات ضعف الانتصاب سببها عوامل نفسية، وفي الوقت الذي قد يؤثر فيه ضعف الانتصاب في الرجال في أي مرحلة عمرية، فإن ضعف الانتصاب النفسي يؤثر في الشباب بصفة خاصة.
تشمل الأسباب النفسية التي قد تساهم في ضعف الانتصاب ما يلي:
- التوتر والقلق: تخيل أن تقوم بمهمة في وظيفتك وأنت تشعر بالتوتر، هل ستنفذها كما يجب؟! يزيد التوتر من احتمالية الفشل والوقوع في الأخطاء، وهو ما يحدث أيضًا في أثناء العلاقة الحميمة فإذا كان الرجل يشعر بالتوتر فقد يصعب عليه تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه، هذا فضلًا أن التوتر يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول والأدرينالين، ما يتسبب انقباض الأوعية الدموية وبالتالي قلة تدفق الدم للقضيب وضعف الانتصاب.
- الخوف من الفشل في العلاقة الحميمة: قد تؤدي المخاوف المتعلقة بشأن الأداء الجنسي، ومدى رضا الزوجة إلى القلق الشديد وعدم القدرة على تحقيق الانتصاب، لذا فهو أمر شائع لدى الرجال المتزوجين حديثًا.
- الاكتئاب: يشعر مريض الاكتئاب بعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، أو ممارسة أي نشاط بما فيها الأنشطة الجنسية، لذا فإن الاكتئاب من الأسباب الرئيسية لضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية.
- مشكلات أسرية: المشكلات بين الزوج والزوجة قد تتسبب في خلق مسافة بينهما، وعدم الرغبة في التواصل بأي شكل، ما قد يؤثر في العلاقة الجنسية بينهما، وقد يتسبب في ضعف الانتصاب أو سرعة القذف لرغبة الرجل في إنهاء الأمر أو عدم البدء فيه من الأساس.
- الشعور بالذنب:ويُقصد به أن يشعر الرجل بالذنب بعد كل مرة يمارس فيها العلاقة الحميمة نتيجة معتقدات خاطئة موروثة، فارتبطت الممارسات الجنسية لديه بكونها فعل غير لائق، فيحدث ضعف الانتصاب كرد فعل جسدي قبل العلاقة لشعوره بالذنب تجاه الأمر.
- فقدان الثقة بالنفس: يحدث نتيجة تجربة جنسية سيئة سابقة، فيشعر الرجل بالخوف في كل مرة يمارس فيها العلاقة الحميمة من عدم رضاء زوجته، أو قد يصاب بفقدان الثقة نتيجة عدم الرضا عن مظهره، مثل في حالات السمنة المفرطة وغيرها.
هناك بعض العلامات التي يجب البحث عنها والتي قد تشير إلى أن ضعف الانتصاب ناجمًا عن أسباب نفسية، لذا وإذا كان لديك بعض الشكوك أن الأمر نفسي لا جسدي، فاسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل لديك مشكلة في الانتصاب الصباحي؟
- هل تعاني من التوتر أو القلق بشكل مفرط؟
- هل تتوتر دائمًا بشأن مدى رضاء الزوجة عن آدائك الجنسي؟
- هل تشعر بالاشمئزاز أو الخجل أو الذنب بعد ممارسة العلاقة الحميمة؟
إذا أجبت بنعم على معظم هذه الأسئلة ، فقد تكون هذه علامة على أن ضعف الانتصاب لديك نتيجة أسباب نفسية كامنة.
كيف اتغلب على ضعف الانتصاب النفسي؟

الأسباب النفسية التي تسبب عدم قدرة الرجل على تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه في أثناء العلاقة الحميمية حقيقية مثل أي سبب طبي آخر للضعف الجنسي.
الخطوة الأولى لعلاج ضعف الانتصاب في العموم هي التحدث للطبيب، والذي سيركز على استبعاد أي حالة جسدية قد تسبب المشكلة. بعد استبعاد الحالات الجسدية قد يوصي الطبيب بزيارة اختصاصي نفسي لتحديد الأسباب النفسية الكامنة التي قد تؤدي لضعف الانتصاب.
وبصفة عامة يمكن التغلب على ضعف الانتصاب النفسي بالخطوات التالية:
- زيارة الطبيب النفسي: هي الخطوة الأولى في رحلة العلاج، تساعد المشورة النفسية الرجل على التعرف إلى أفكاره ومشاعره، والوصول للسبب النفسي وراء مشكلة ضعف الانتصاب من خلال التحدث بوضوح عن الأمر.
- الاستشارة الزوجية: زيارة استشاري علاقات زوجية خطوة مهمة للغاية أيضًا، إذ تساعد على خلق فرصة لتحسين التواصل بين الزوجين خاصةً إذا كانت الخلافات بينهما واحدة من الأسباب التي تؤثر في العلاقة الحميمة.
- تقنيات الاسترخاء:إذا كان التوتر هو السبب وراء ضعف الانتصاب فقد تساعد بعض تقنيات الاسترخاء على تجاوز الأمر، مثل: التأمل والابتعاد عن مصادر الضغط كالعمل، وربما الحصول على إجازة والذهاب لمنطقة هادئة بعيدًا عن ضجيج المدينة.
- الأدوية:قد يصف الطبيب أدوية لتحقيق الانتصاب مثل الفياجرا وغيرها، أو للتحكم في الأعراض النفسية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.
- التواصل مع الزوجة: التواصل هو مفتاح العلاج، على الرغم من أنه قد يكون صعبًا على الرجل، لكن من الأفضل عدم إخفاء الأمر عن الزوجة والتحدث عن المشكلة والمشاعر ورائها، فقد تكون الزوجة محبطة هي الأخرى، ولكن التواصل والحديث عن الأمر قد يساعد على تفهمها، والحصول على دعمها.
في النهاية فإن ضعف الانتصاب بسبب الحالة النفسية هو مشكلة حقيقية، وتحتاج لعلاج مثل الحالات الجسدية، وتساعد المشورة النفسية، على فهم الرجل لمشاعره والأسباب الكامنة وراء الحالة سواء كانت اكتئاب أو قلق أو حتى شعور بالذنب، المهم هو عدم الحرج من الأمر، وأخذ خطوات سريعة للعلاج حتى لا تتفاقم المشكلة.
تعرف إلى المزيد عن كل ما يتعلق بصحة الرجل النفسية والجنسية مع كلام رجالة