الحديث عن المشكلات الجنسية من الأمور التي يُحرج معظم الرجال منها، ففي الوقت الذي قد تبوح فيه الزوجة عن بعض الأمور التي تقلقها حول هذا الأمر مع صديقتها المقربة، أو مع الطبيبة، يشعر الرجل أن الحديث عن الأمر ينتقص من ثقته أو رجولته، وعادةً ما يلجأ معظم الرجال لاستخدام المقويّات والأدوية المنشطة دون الرجوع للطبيب وهو أمر له عواقبه، لذا سنحاول من خلال المقال إخبارك بمزيد من التفصيل عن مشكلة ضعف الانتصاب، وأسباب حدوثه، والفرق بينه وبين الضعف الجنسي.
قد تظن أنه موضوع محرج لكنه في الحقيقة مشكلة صحية تحتاج للتشخيص والعلاج!
في البداية، فإن ضعف الانتصاب هو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه لفترة كافية لممارسة العلاقة الحميمة، ويتضمن ثلاث درجات:
ولتوضيح الأمر، ففي أثناء الإثارة الجنسية يحدث تفاعل معقد بين عديد من أنظمة الجسم، مثل: الأوعية الدموية والعضلات والهرمونات، فتسترخي العضلات الملساء المحيطة بالأوعية الدموية الصغيرة في القضيب، ما يسمح للدم بالتدفق ويملأ الأنسجة الإسفنجية فيه، ويؤدي في النهاية لانتصابه.
لذا فإن أي مشكلة تؤثر في الأوعية الدموية أو العضلات أو الهرمونات قد تعطل التسلسل السابق وتسبب ضعف الانتصاب.
ضعف الانتصاب ليست مشكلة نادرة أو حالة فردية، إذ تشير الإحصاءات أن واحدًا من كل 10 رجال يعاني ضعف الانتصاب في مرحلة ما في حياته، لذا فإن الأمر شائع ولا يدعو للقلق أو الشعور بالإحراج، خاصةً أنه في معظم الحالات يرتبط بمشكلة صحية والتي بمجرد علاجها قد تعود الأمور لسابق عهدها.
الجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من الرجال تخلط بين ضعف الانتصاب والضعف الجنسي لكنهما حالتان مختلفتان، وسنوضح الفرق بينهما في السطور التالية.
من الشائع الإشارة لضعف الانتصاب بالضعف الجنسي، وهو أمر غير خاطئ ولكنه ليس دقيقًا، فالضعف الجنسي هو حالة أعم، وهو مصطلح يشير لوصف المشكلات التي تتداخل أو تؤثر في القدرة الجنسية والتي لا تقتصر على ضعف الانتصاب، ولكنها تشمل أيضًا ما يلي:
لذا وللإجابة عن السؤال السابق، فإن ضعف الانتصاب هو مشكلة أكثر تحديدًا تتعلق بالانتصاب، وهو أحد مظاهر الضعف الجنسي، ولكن قد يشير الضعف الجنسي لمشكلة أخرى تؤثر في العملية الجنسية وليس بالضرورة مشكلات الانتصاب.
الأمر ليس مجرد مشكلة تتعلق بالرجولة أو يشير حدوثها أن هناك ما ينتقص من الرجل، ولكن كما وضحنا هي حالة صحية مثل أي مرض آخر ترتبط بعديد من العوامل، فأي مشكلة قد تؤثر في نظام الأوعية الدموية أو الجهاز العصبي أو الغدد قد تؤثر في الانتصاب.
وبصفة عامة قد يحدث ضعف الانتصاب نتيجة عدة أسباب يمكن تقسيمها كما يلي:
مشكلات مرضية تسبب أو تساهم في ضعف الانتصاب:
الآثار الجانبية لبعض الأدوية:
قد يحدث ضعف الانتصاب كأثر جانبي لبعض الأدوية ولا يجب وقف أي دواء دون استشارة الطبيب، وتشمل الأدوية التي قد تؤثر في القدرة على الانتصاب ما يلي:
المشكلات النفسية والعاطفية:
لا تقتصر أسباب ضعف الانتصاب على العوامل الجسدية فقط، فالحالة النفسية تلعب دورًا مهمًا أيضًا في الصحة الجنسية، ومن الشائع حدوث ضعف الانتصاب في فترات الضغط النفسي، بل أن التوتر الذي يحدث نتيجة ضعف الانتصاب وشعور الرجل بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس يؤدي لتفاقم الحالة، وقد تساهم المشكلات التالية في حدوث ضعف الانتصاب:
العادات اليومية الخاطئة:
تؤثر بعض العادات اليومية الخاطئة أيضًا بشكل مباشر في القدرة الجنسية ومنها:
قد يحدث ضعف الانتصاب أيضًا مع التقدم في العمر، ولكن لا يعني الأمر بالضرورة أن الشيخوخة ستؤدي للضعف الجنسي، فعديد من الرجال المتقدمين في العمر يتمتعون بحياة جنسية طبيعية، كما يمكن علاج المشكلات وراء ضعف الانتصاب في أي مرحلة عمرية.
كما وضحنا فإن الضعف الجنسي هو مصطلح أعم، ويُقصد به أي مشكلة تؤثر في العملية الجنسية سواء تتعلق بالانتصاب أو غيره، وتشمل علاماته ما يلي:
وفي حالة حدوث أي من الأعراض السابقة بشكل متكرر، ننصح بزيارة الطبيب لإجراء الفحص الجسدي وتقييم الحالة والتأكد من السبب وراء المشكلة، فالأدوية التي تساعد على الحفاظ على الانتصاب مثل السيلدينافيل (المعروف تجاريًا بالفياجرا) وغيرها قد تعالج العرض وليس السبب ورائه.
ختامًا، عزيزي القارئ لا يجب رؤية ضعف الانتصاب من منظور ضيق كونه يقلل من الرجل أو يعيبه، هو مشكلة صحية، تحتاج لاستشارة الطبيب والعلاج، كما يحتاج للدعم النفسي والتفهم من الزوجة ففي النهاية الأمر أكبر من علاقة جسدية بقدر ما هو مظهر للحميمية والتقارب.
اقرأ مزيدًا من المقالات عن كل ما يهم الرجل في قسم كلام رجالة على موقع دوت كير