"فلان عنده سيولة" نسمع هذه الجملة كثيرًا ولا نفهم معناها، ما هي سيولة الدم ولماذا تعد أمرًا مهمًا علينا الانتباه له، وكيف تؤثر في حياة الشخص المصاب بها؟ حسنًا نعلم أن لديك الكثير من التساؤلات لذا نصحبك في جولة سريعة نتعرف فيها على هذه الحالة بالتفصيل، ونجيبك عن كل تساؤلاتك، فهيا بنا..
لنعرف ما هي سيولة الدم، دعنا بداية نتعرف على السيولة نفسها؛ تخيل أن لديك كوبين أحدهم به ماء والآخر عسل، وأردت أن تسكب ما في هذه الأكواب، هل ينسكب كل منهما بنفس السرعة؟ بالتأكيد لا، فالماء أسرع كثيرًا، لماذا؟
بسبب زيادة سيولته، والتي تعني قلة مقاومته للجريان، على عكس العسل عالي اللزوجة، فسيولته أقل، ومقاومته للجريان أعلى!
نفس الأمر بالنسبة لجميع السوائل، فالسيولة خاصية تعبر عن سرعة تدفق السائل وجريانه، وبما أن الدم من السوائل، فإن له درجة سيولة محددة تكون هي الدرجة الطبيعية، يتم التحكم فيها من خلال مجموعة من عوامل التجلط الموجودة في الدم.
ولكن ماذا يحدث إذا زادت سيولة الدم؟ تعرف زيادة سيولة الدم بمرض الهيموفيليا.
الهيموفيليا عادة ما تكون اضطرابًا وراثيًا يتسبب في عدم تخثر الدم بشكل صحيح، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نزيف تلقائي أو بعد الإصابات أو الجراحة.
يحتوي الدم على العديد من البروتينات المسماة عوامل التجلط التي تساعد في وقف النزيف. يكون لدى الأشخاص المصابين بالهيموفيليا مستويات منخفضة من العاملين الثامن أو التاسع، وتُحدد شدة الهيموفيليا التي يعاني منها الشخص من خلال كمية العامل المفقود في الدم، وكلما انخفضت الكمية، زادت احتمالية حدوث نزيف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
في حالات نادرة، يمكن للشخص أن يتعرض للإصابة بالهيموفيليا في وقت لاحق في حياته، غالبًا ما يظهر ذلك في كبار السن، أو النساء الشابات اللاتي ولدن مؤخرًا أو الحوامل في مراحل الحمل المتأخرة. غالبًا ما تتحسن هذه الحالة بالعلاج المناسب.
كما وضحنا تعود أسباب الإصابة بالهيموفيليا إلى اضطرابات في الجينات المسؤولة عن إنتاج عوامل التجلط في الدم. قد يكون الاضطراب ناتجًا عن وراثة الجينات من أحد الوالدين، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الهيموفيليا. وقد يحدث أيضًا اضطراب جيني خلال تكوين عوامل التجلط لدى الطفل، وهو ما يُعرف بالطفرات، حتى وإن لم تكن هناك أي إصابات وراثية للوالدين أو العائلة.
تصيب الهيموفيليا الذكور بنسبة أكبر من الإناث، كما أن الأعراض تكون أقل حدة لديهن.
تختلف أعراض سيولة الدم تبعًا لشدة الحالة، وقد تتراوح من أعراض بسيطة مثل نزف الأنف التلقائي إلى أعراض الهيموفيليا الصريحة والتي تشمل ما يلي:
كما ذكرنا سابقًا، تكون الأعراض أقل حدة لدى السيدات، وقد تعانين من دورات شهرية غزيرة بشكل غير طبيعي وقد تتأثر بسهولة بالكدمات، أيضًا قد تنزف بشكل أكثر بعد الولادة وقد تطوِّر مشاكل في المفاصل إذا تعرضت لنزيف داخلي.
لتشخيص الهيموفيليا، يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الكامل للحالة الصحية للمريض وإجراء الفحص السريري. إذا كانت لديك أعراض الهيموفيليا، سيطلب منك معلومات حول التاريخ المرضي في عائلتك، وقد يطلب منك إجراء الاختبارات التالية:
من الوارد أن يصاب الأشخاص المصابون بالهيموفيليا الشديدة بنزيف يهدد حياتهم، ولكنهم بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بنزيف في عضلاتهم ومفاصلهم.
تُعالج سيولة الدم عن طريق زيادة مستويات عوامل التجلط أو استبدال العوامل المفقودة؛ ما يُعرف بالعلاج التعويضي. فقط الأشخاص الذين يعانون من هيموفيليا شديدة إلى العلاج التعويضي المنتظم، بينما قد يتلقى الأشخاص الذين يعانون من هيموفيليا خفيفة أو معتدلة العلاج التعويضي عند حاجتهم إلى إجراء جراحي.
إلى جانب العلاج، هناك العديد من الإجراءات التي يمكنك الالتزام بها للسيطرة على الهيموفيليا وتجنب تأثيرها على جودة حياتك، يتضمن ذلك بعض الأشياء التي عليك فعلها أو تجنبها، مثل:
عليك زيارة الطبيب إذا لاحظت أي تغيرات في جسمك، مثل زيادة النزيف أو التجمعات الدموية.
يجب أن تذهب إلى غرفة الطوارئ في الحالات التالية:
ختامًا، فإن سيولة الدم أو الهيموفيليا اضطراب وراثي نادر في الدم يؤثر على حياة المصابين به، وقد يحتاجون إلى العلاج الطبي طوال حياتهم. قد يشعر والدي الأطفال المصابين بالهيموفيليا بالقلق بشأن حمايتهم من الإصابات العرضية ومساعدة أطفالهم في التعايش مع المرض. في الوقت الحالي، لا يوجد علاج للهيموفيليا، ولكن هناك العديد من الوسائل الفعالة في الوقاية من الأعراض أو تخفيفها، وتقليل تأثير الهيموفيليا على حياتهم اليومية.
اقرأ المزيد من الموضوعات حول اضطرابات الدم في سلامة قلبك على موقعنا دوت كير.