الحرص على جمال الأسنان والاهتمام بمظهرها وصحتها ليس شيئًا جديدًا، فمنذ مئات السنين اهتم البشر بكل الإجراءات الممكنة لإصلاح مشاكل الأسنان وعلاج عيوبها المختلفة، حتى أن الإنسان القديم مارس زراعة الأسنان بشكل بدائي ووضع بدل الأسنان التالفة بعض الأصداف وعظام الثيران والعاج وغيرها من البدائل. تعد زراعة الأسنان حلا بديلا لفقدان الأسنان أو تلفها عن طريق وضع دعامات معدنية بدلا من جذور الأسنان، مما يحل مشكلة فقدان الأسنان بشكل مناسب وقريب من شكل الأسنان الطبيعية، كما أن هناك أكثر من نوع من أنواع زراعة الأسنان وتختلف حسب كل حالة.
سنتناول في هذا المقال معلومات عديدة حول موضوع زراعة الأسنان مثل أنواعها وخطواتها وشروطها وعيوبها.
زراعة الأسنان هي إجراء جراحي يهدف إلى استبدال الأسنان المفقودة باستخدام جذور بديلة مصنوعة من التيتانيوم أو مواد أخرى تتوافق مع عظام الجسم، يتم إدخال الجذر الاصطناعي في الفك بعد إزالة الجذر الأصلي، ويتم تركيب السن البديل على الجذر الاصطناعي.
يندمج التيتانيوم الذي تُصنع منه الغرسات البديلة مع عظام الفك ويصبح كأنه جذر بديل للأسنان المفقودة، فلا يتعرض للانزلاق ولا يسبب تلفًا في العظام ويكون آمنًا للغاية.
يحتاج هذا الإجراء للوقت الكافي ليتم الالتئام بين الغرسات وعظام الفك، وقد يصل الأمر لأكثر من شهر فلا داعي للاستعجال في انتظار النتائج النهائية.
تعد زراعة الأسنان طريقة فعالة لاستعادة وظائف الأسنان المفقودة والمساعدة في تحسين المظهر الخارجي للفم.
هناك أكثر من سبب يستدعي إجراء زراعة الأسنان، وهي:
تختلف أنواع زراعة الأسنان حسب أكثر من عامل نذكرها فيما يلي.
أولا: من حيث التقنية المستخدمة:
ثانيًا: حسب مادة الصنع للغرسات:
ثالثًا: حسب نوع الغرسة:
زراعة الأسنان التقليدية تشير إلى عملية زرع الأسنان التي تُمارس منذ عقود عديدة، وتتضمن هذه العملية إزالة الأسنان التالفة أو المفقودة وزرع أسنان اصطناعية بدلاً منها في عظام الفك. وفي الغالب، تتم زراعة الأسنان التقليدية باستخدام مواد صلبة مثل المعادن لتشكل الأساس الذي يتم تركيب الأسنان الاصطناعية عليه.
تتطلب زراعة الأسنان التقليدية عدة جلسات علاجية، وتحتاج فترة طويلة من الانتظار لتحسين عملية التئام الزرعات في العظم الفكي، ويمكن أن يستغرق العلاج عدة أشهر قبل تركيب الأسنان الاصطناعية النهائية.
تتيح زراعة الأسنان الفورية تركيب الأسنان الاصطناعية بشكل فوري بعد إجراء عملية الزراعة، وهذا يعني أنك لن تكون بحاجة للانتظار لفترة طويلة للحصول على أسنان اصطناعية دائمة، ويمكن تركيبها خلال يوم واحد أو بضعة أيام.
يتم استخدام تقنية الزراعة الفورية في بعض الحالات الخاصة مثل عند الحاجة إلى استبدال أسنان مفقودة في الجزء الأمامي من الفك والتي تكون واضحة عند الابتسام، أو في حالات الحوادث التي تتسبب في فقدان أسنان بشكل مفاجئ. ومع ذلك، يتوقف استخدام تقنية الزراعة الفورية على حالة الفم والأسنان والعظام المحيطة بها، ويجب أن يقرر ذلك الطبيب المعالج بناءً على الحالة الفردية لكل شخص.
زراعة الأسنان بالخلايا الجذعية هي تقنية حديثة تستخدم في زراعة أسنان جديدة باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من جسم الشخص نفسه. يتم جمع الخلايا الجذعية من الأسنان النامية أو من اللثة، ثم تعزز ويجري تكاثرها في المختبر لإنتاج كميات كافية من الخلايا اللازمة للزراعة.
بعد ذلك، يتم زرع هذه الخلايا الجذعية في مكان فقدان الأسنان في الفك العلوي أو السفلي، حيث تنمو وتتطور لتشكل أسنانًا جديدة. تعد هذه التقنية تقنية واعدة في مجال زراعة الأسنان، حيث يمكنها حل مشكلات فقدان الأسنان الدائمة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص.
سنستعرض الآن خطوات إجراء زراعة الأسنان.
التحضير للجراحة
سيطلب منك الطبيب إجراء بعض صور الأشعة والتحاليل وسيريك المكان الذي سيُجرى فيه وضع الغرسة، وأيضا كي يتمكن من تحديد برنامج العلاج الملائم لحالتك حتى تصل للنتائج التي ترغب بها.
جدير بالذكر أن هناك بعض الحالات يصعب أن يخضعوا لجراحة زراعة الأسنان مثل:
يعتني طبيب الأسنان بكل إجراءات ما قبل الجراحة، مثل أنه قد يصف لك بعض المضادات الحيوية لتجنب العدوى أثناء الجراحة أو بعدها، كما قد يصف لك غسولا مضادا للبكتيريا مثل الكلورهيكسيدين لتجهيز الفم للعملية.
أثناء للجراحة
أولا: يبدأ الطبيب بتثبيت الغرسة في عظام الفك، وهذه أهم خطوة وعلى أساسها يتحدد نجاح زراعة الأسنان، وتتم تحت تأثير المخدر حتى يتجنب الشخص الشعور بالألم.
في هذه الخطوة يحتاج الطبيب لإحداث شق في اللثة حتى يصل لعظام الفك، وإلى المكان الذي سيضع فيه الغرسة حتى يثبتها بعد ذلك.
مادة التيتانيوم التي تكون غرسة الأسنان تكون مقاومة للصدأ ولا يتحسس الجسم من وجودها، مما يجعلها تلتئم بشكل أسرع في العظام ويكون هذا أحد عوامل نجاح عملية زراعة الأسنان.
ثانيًا: يطلب منك الطبيب الانتظار لعدد من الأشهر حتى تتم عملية الالتئام مع عظام الفك، وسيطلب منك أن تزوره بانتظام لتجنب أي مضاعفات وللمتابعة اللازمة.
ثالثًا: عندما يتم الالتئام بشكل جيد يضع الطبيب قاعدة معدنية تهدف لتثبيت دعامة الأسنان والتاج.
رابعًا وأخيرا: يأخذ الطبيب صورة للفم ويصنع قالبا له حتى يتمكن من وضع التاج المناسب بالمقاس المناسب.
أثناء عملية زراعة الأسنان لا بد أن يتأكد الطبيب من أن عظام الفك لها سُمك مناسب يساعد في تثبيت الغرسة والتئامها، لكن في بعض الحالات قد لا يكون هذا متوفرًا فيحتاج الطبيب إلى أن يضيف طُعما لعظام الأسنان بهدف زيادة كثافة وحجم الفك في المنطقة ذات الأسنان المفقودة.
تعد زراعة الأسنان من الحلول الجيدة لاستبدال الأسنان المفقودة، ولكن لا يوجد أي إجراء جراحي بدون عيوب، ومن بين العيوب الشائعة لزراعة الأسنان:
ومن المهم الإشارة إلى أن العيوب المذكورة ليست شائعة جدًا، ويمكن تجنب الكثير منها باتباع تعليمات الرعاية المناسبة والالتزام بالمواعيد المحددة لزيارات الطبيب المختص.
تختلف شروط زراعة الأسنان من حالة لأخرى، وتتأثر بعوامل مثل العمر والصحة العامة وحالة الفم والأسنان. ولكن عمومًا، فإن شروط زراعة الأسنان تشمل ما يلي:
ويجب على الطبيب المختص تقييم حالة الشخص بشكل فردي وتحديد ما إذا كانت زراعة الأسنان هي الحل الأمثل لحالته.
تختلف مدة زراعة الأسنان من حالة لأخرى، وتعتمد على عدة عوامل، مثل:
1- عدد الأسنان التي يتم زرعها: قد يستغرق زرع سنّ واحدة بضعة أشهر، في حين قد يستغرق زرع العديد من الأسنان أكثر من عام.
2- حالة الفم والأسنان: إذا كان الفم والأسنان في حالة جيدة، فقد يمكن زرع الأسنان في غضون بضعة أشهر، ولكن إذا كانت هناك مشاكل صحية أخرى، مثل التهاب اللثة أو نقص كمية العظام، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول.
3- نوعية زراعة الأسنان: هناك عدة أنواع من زراعة الأسنان، ويختلف الوقت اللازم للشفاء والتئام الزرعة حسب نوع الزرعة المستخدم.
عمومًا، فإن مدة زراعة الأسنان تتراوح بين 3-12 شهرًا، وفي بعض الحالات يمكن إجراء زرع الأسنان في يوم واحد باستخدام تقنية زراعة الأسنان الفورية، ولكن هذا يعتمد على حالة الفم والأسنان ونوعية الزرعة المستخدمة. وختامًا، ينبغي عليك التواصل مع طبيب الأسنان المختص لمعرفة مدة زراعة الأسنان التي تناسب حالتك.
تعرف إلى المزيد عن صحة أسنانك عبر متابعة مجتمع س سنة.