حاصرات بيتا أحد مجموعات الأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاج العديد من الحالات المتنوعة، ولكن مثل أي دواء آخر، عليك معرفة الكثير عنه قبل تناوله، في موضوعنا هذا نتعرف إليها بالتفصيل، ونتناول أنواعها وكيفية عملها، كما نخبرك بالحالات التي يمكن علاجها بها وكذلك الحالات التي عليها تجنب استخدامها، والمحاذير والاحتياطات التي عليك الانتباه لها بشأنها.
حاصرات بيتا هي مجموعة من الأدوية التي يصفها الأطباء بشكل أساسي للتحكم في أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم.
تعمل حاصرات بيتا عن طريق منع عمل هرمونات معينة في الجهاز العصبي، مثل الأدرينالين، ومن خلال ذلك، فإنها تساعد على منع تنشيط استجابة الجسم للخطر والإجهاد التي تُعرف بـــــــ"القتال أو الهروب".
استجابة القتال أو الهروب هي استجابة طبيعية يُحدثها الجسم عند تعرضه للخطر، ومن خلالها يهيئ عضلاته وأجهزته للتعامل مع هذا الخطر، ويكون هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين جزءًا أساسيًا في إحداث هذه الاستجابة.
عند إفراز الجسم مستويات عالية من الأدرينالين يحدث تسارع في ضربات القلب وخفقان وارتفاع في ضغط الدم وتعرق مفرط وقلق، ويمكنك تخيل أثر الأدرينالين في الجسم بتخيل ظهور أسد فجأة أمامك، ماذا سيحدث في جسمك حينها.
تعمل حاصرات بيتا على منع عمل مستقبلات بيتا وهي المستقبلات التي تجعل هرمونات القتال والهروب في وضع التفعيل.
تساعد حاصرات بيتا على إدارة مجموعة من الحالات المرضية من خلال ما يلي:
هناك ثلاثة أنواع لمستقبلات بيتا في الجسم:
تركز العلاجات الحالية على تثبيط عمل مستقبلات B1 و B2، كما يمكن أن تكون انتقائية أو غير انتقائية، وعادة ما تُوصف حاصرات بيتا الانتقائية لاستهداف القلب وعلاجه، بينما تعمل حاصرات بيتا غير الانتقائية على تخفيف الأعراض في أجزاء أخرى من الجسم.
فيما يلي بعض أنواع حاصرات بيتا:
كما ذكرنا قبل ذلك تعمل حاصرات بيتا على إدارة مجموعة من الحالات المرضية، وفي هذه الفقرة نوضح الحالات التي قد يصف لك فيها الطبيب أحد الأدوية التي تنتمي لحاصرات بيتا.
في الواقع، يعد الاستخدام الرئيسي والأكثر شيوعًا لحاصرات بيتا هو التحكم في أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ يمكنها المساعدة على علاج أو منع ما يلي:
في عام 2012 ، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب وجمعية الصداع الأمريكية باستخدام بروبرانولول وميتوبرولول، وهما نوعان من حاصرات بيتا، كعلاج أولي للوقاية من الصداع النصفي.
تشير نتائج الدراسات إلى أن البروبرانولول يمكن أن يقلل من عدد نوبات الصداع النصفي التي يتعرض لها الشخص من خمس إلى ثلاث نوبات شهريًا.
الجلوكوما هي حالة يزداد فيها الضغط داخل العين بسبب تراكم السوائل، وهو سبب شائع لفقدان البصر بين كبار السن.
غالبًا ما يصف الأطباء قطرات العين التي تحتوي على حاصرات بيتا؛ لتقليل إنتاج هذا السائل وكذلك خفض الضغط داخل العين.
تمنع حاصرات بيتا تأثيرات هرمونات التوتر؛ لذلك يمكنها تقليل الأعراض الجسدية للقلق، مثل: الارتعاش والتعرق.
على الرغم من عدم حصول حاصرات بيتا على موافقة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج القلق، فإن بعض الأطباء يصفونه لهذا الغرض.
ومع ذلك، فإن حاصرات بيتا لا يمكنها علاج القلق، وإنما تتحكم في بعض الأعراض المرتبطة به فقط.
يمكن أن تقلل حاصرات بيتا أعراض الرعشة وزيادة سرعة ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية.
قد تساعد حاصرات بيتا مثل بروبرانولول في إدارة الرعاش مجهول السبب.
تشير الدراسات إلى أن من 50 إلى 60% من الأشخاص يلاحظون تحسنًا في الأعراض عند استخدام بروبرانولول، خاصة في رعاش اليد.
قد يوصي الطبيب باستخدام هذا الدواء إما حسب الحاجة أو طوال الوقت، اعتمادًا على حالة الشخص.
تؤثر حاصرات بيتا في المستقبلات الموجودة في جميع أنحاء الجسم ويمكن أن يكون لها مجموعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك:
قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض رينود أو الربو من آثار جانبية أكثر وضوحًا.
قد يتعرض الأشخاص المصابون بأمراض القلب لخطر الإصابة بأحد اضطرابات نظم القلب تُعرف بالإحصار، وفيها يتباطأ النبض القلب أو يتوقف تمامًا.
إذا كنت مصابًا بأحد الحالات التالية فعليك إخبار طبيبك بها قبل تناول حاصرات بيتا:
يجب على أولئك الذين يعانون من مرض في القلب أو ألم في الصدر ولديهم تاريخ من تعاطي الكوكايين التحدث مع الطبيب قبل استخدام حاصرات بيتا، بسبب وجود بعض الجدل حول ما إذا كان استخدامها آمنًا في هذه الظروف أم لا.
يجب على مرضى السكري مراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام عند تناول حاصرات بيتا؛ وذلك لأنها يمكن أن تعيق علامات انخفاض نسبة السكر في الدم، مثل تسارع ضربات القلب؛ ما قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة تصل للوفاة.
قد تكون بعض أنواع حاصرات بيتا آمنة للاستخدام في أثناء الحمل إذا نصح الطبيب بها.
مثل باقي الأدوية، قد تفاعل حاصرات بيتا مع عدد من الأدوية الأخرى، منها:
إلى جانب ذلك قد يكون لحاصرات بيتا المختلفة تفاعلات أخرى، ويمكن للصيدلي أو الطبيب تقديم المشورة بشأن الأدوية التي سيتفاعل معها كل نوع من حاصرات بيتا؛ ومن الضروري إخبار طبيبك عن أي أدوية تستخدمها، بما في ذلك الأدوية والمكملات الغذائية التي لا تستلزم وصفة طبية.
قد يؤدي التوقف المفاجئ عن علاج حاصرات بيتا إلى تفاقم الأعراض، خاصة إذا أوقفها المريض بعد التعرض لنوبة قلبية أو في أثناء علاج الذبحة الصدرية. لا تتوقف عن تناول حاصرات بيتا إلا بعد الرجوع إلى طبيبك حتى لا تعرض نفسك لمضاعفات خطيرة.
في النهاية، فإن حاصرات بيتا هي خط العلاج الأول للعديد من الحالات، وتُظهر فاعلية عالية خاصة لتحسين أعراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، ولكن يجب عليك دائمًا اتباع تعليمات الطبيب عند استخدامها، والتأكد من إعلامه بأي حالات صحية تعاني منها أو أي أدوية أخرى تستخدمها.
اقرأ المزيد من المعلومات حول الأدوية والأمراض من خلال سلامة قلبك على موقعنا دوت كير.