تشعرين بألم غير محتمل في بطنك يجعلك غير قادرة على القيام من سريرك أو ممارسة أي مهام يومية عادية، وربما تظهر بعض البقع الدموية في غير مواعيد دورتك الشهرية، ربما تتحملين وتتناولين مسكنات الألم لتخفيف شعورك به، لكن في نهاية الأمر ستجعلك الأعراض تذهبين إلى طبيب النساء والتوليد، والذي سيشخصك ببطانة الرحم المهاجرة، تابعي القراءة لتتعرفي بالتفصيل إلى مزيد من المعلومات عن هذه الحالة الطبية.
قبل أن نشرح لكِ ما هي بطانة الرحم المهاجرة، دعينا نوضح لكِ أولًا في السطور التالية ممّ يتكوّن الرحم.
يتكون الرحم من ثلاث طبقات:
قبل موعد الدورة الشهرية، يرتفع هرمون الإستروجين في الدم، والذي يسبب في زيادة سُمك البطانة الداخلية للرحم استعدادًا للحمل واستقبال البويضة المخصبة.
عندما لا يحدث الحمل، تنسدل بطانة الرحم الداخلية، لِتخرج على هيئة دم الحيض.
تحدث حالة بطانة الرحم المهاجرة عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم الداخلية على أعضاء أو هياكل أخرى في الجسم، كداخل البطن أو الحوض أو الصدر، وتعرف هذه الحالة طبيًا باسم (الانتباذ البطاني الرحمي).
تتأثر هذه الأنسجة الجديدة بالهرمونات الأنثوية، وقد يؤدي هذا إلى التهابها عندما ترتفع مستويات الهرمونات في الدم.
يسبب الانتباذ البطاني الرحمي أعراضًا غير مريحة في حالة إصابتكِ به، وقد تؤثر في نمط حياتك وممارستكِ للأنشطة اليومية، كما أنه يزيد من خطر إصابتك بالعقم وتأخر فرص الحمل.
قد تنمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم الداخلية على الأعضاء التالية:
تعاني المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من أعراض مختلفة، ولكن لا ترتبط شدتها بمدى خطورة المرض، وإنما بمكان وجودة بطانة الرحم المهاجرة.
تشمل الأعراض ما يلي:
قد تنمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم الداخلية في المستقيم أو الأمعاء، ويسبب هذا أعراضًا أخرى إلى جانب الأعراض السابقة، وتشمل:
تظهر الأعراض الأولى لبطانة الرحم المهاجرة على شكل ألم في البطن وأسفل الظهر ومنطقة الحوض، كما تلاحظ بعض السيدات نزيفًا خفيفًا (بقع دموية) بين الدورات الشهرية، وقد تكون الدورة الشهرية نفسها ثقيلة.
لا يعرف الأطباء بالضبط السبب وراء الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، لكن هناك بعض العومل التي يعتقد الباحثون أنها تزيد من خطر الإصابة به، مثل:
تعاني بعض النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من مضاعفات خطيرة، إذا تركت هذه الحالة دون علاج، وتتضمن المضاعفات ما يلي:
مشكلات في الخصوبة:
يسبب الانتباذ البطاني الرحمي تلفًا في قناتي فالوب أو المبايض، وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بمشكلات كثيرة في الخصوبة، وبالتالي العقم.
تساعد الجراحة على إزالة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى زيادة فرص الحمل عند السيدة المصابة بهذه الحالة الطبية.
الالتصاقات وتكيسات المبيض:
قد تربط هذه الأنسجة الخاطئة الأعضاء ببعضها، وتسمى هذه الحالة بالالتصاقات، وستساعد الجراحة على إزالة هذه الالتصاقات والأنسجة الزائدة.
عندما يظهر الانتباذ البطاني الرحمي في المبايض أو ينمو بالقرب منهما، فسيزيد هذا من فرص الإصابة بتكيسات المبيض.
لا يوجد علاج للانتباذ البطاني الرحمي، لكن تساعد بعض العلاجات على التحكم في الأعراض والسيطرة عليها.
تساعد العلاجات الدوائية والجراحية على تقليل حدة الأعراض وإدارة أي مضاعفات محتملة.
تشمل خيارات العلاج ما يلي:
1) مسكنات الألم:
يمكنكِ تناول مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف شعوركِ بالألم ومساعدتكِ على ممارسة الأنشطة اليومية دون خوف.
2) العلاج بالهرمونات:
ينظم العلاج الهرموني التغيرات الهرمونية الشهرية التي تعزز نمو الأنسجة المهاجرة، ما يؤدي إلى تخفيف شعوركِ بالألم، كما أنه يحد من تطور الانتباذ البطاني الرحمي.
3) موانع الحمل الهرمونية:
تساعد موانع الحمل الهرمونية على الحد من نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم، ما يؤدي إلى تقليل شعوركِ بالألم.
توقف بعض موانع الحمل، مثل: حقن الميدروكسي بروجستيرون (ديبو بروفيرا) الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر، ما يحد من نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم، وسيساعد هذا على تخفيف الألم والتحكم في الأعراض الأخرى، لكن قد تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل:
4) منبهات ومناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية:
تمنع هذه الأدوية إنتاج هرمون الإستروجين الذي يحفز المبايض، ما يؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية أو ما يسمى بـ (انقطاع الطمث الاصطناعي).
قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، مثل: جفاف المهبل والهبات الساخنة، لذا يساعد تناول جرعات صغيرة من الإستروجين والبروجسترون في الوقت نفسه على الحد من هذه الآثار أو منعها تمامًا.
5) الجراحة:
يلجأ الطبيب إلى الجراحة، لإزالة الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم دون الإضرار بالأعضاء التناسلية خاصةً إذا كنت ترغبين في الإنجاب أو تعانين من آلام شديدة لا تستطيع العلاجات السابقة التحكم فيها أو إدارتها.
هناك نوعان من الجراحة لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي، وهما:
يزيل الجراح خلال هذه العملية الرحم والمبيضين كليًا، وبالتالي يتوقف إنتاج الهرمونات الأنثوية، ما يمنع نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم.
بعد أن تعرفت معنا إلى أسباب بطانة الرحم المهاجرة وأعراضها وكيفية علاجها، ننصحك بالذهاب إلى أخصائي النسا والتوليد إذا شعرت بألم غير محتمل خلال الدورة الشهرية أو قبلها أو بعد ممارسة الجماع حتى يستطيع تشخيصك بشكلٍ صحيح، ويضع معك خطة علاجية مناسبة لحالتك، ولا تخجلي أبدًا من مناقشته حول جميع الخيارات العلاجية خاصةً إذا كنتِ ترغبين في الحمل وتكوين أسرة.
اقرئي مزيدًا من المقالات حول صحة المرأة على مجتمعنا الطبي أشطر ماما.