بطانة الرحم المهاجرة | ألم غير محتمل

بطانة الرحم المهاجرة | ألم غير محتمل

بطانة الرحم المهاجرة | ألم غير محتمل

صحة المرأة حمل وولادةالدورة الشهرية
author

حفصة محمد

كاتب محتوى طبي

محتويات المقال

تشعرين بألم غير محتمل في بطنك يجعلك غير قادرة على القيام من سريرك أو ممارسة أي مهام يومية عادية، وربما تظهر بعض البقع الدموية في غير مواعيد دورتك الشهرية، ربما تتحملين وتتناولين مسكنات الألم لتخفيف شعورك به، لكن في نهاية الأمر ستجعلك الأعراض تذهبين إلى طبيب النساء والتوليد، والذي سيشخصك ببطانة الرحم المهاجرة، تابعي القراءة لتتعرفي بالتفصيل إلى مزيد من المعلومات عن هذه الحالة الطبية. 

 

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟ 

قبل أن نشرح لكِ ما هي بطانة الرحم المهاجرة، دعينا نوضح لكِ أولًا في السطور التالية ممّ يتكوّن الرحم. 

 

يتكون الرحم من ثلاث طبقات: 

  1. بطانة الرحم الداخلية. 
  2. عضلات الرحم، والتي تتسع خلال الحمل لاستيعاب الجنين، وتنقبض في أثناء الولادة لإخراج الطفل إلى الحياة. 
  3. الطبقة الخارجية للرحم. 

 

قبل موعد الدورة الشهرية، يرتفع هرمون الإستروجين في الدم، والذي يسبب في زيادة سُمك البطانة الداخلية للرحم استعدادًا للحمل واستقبال البويضة المخصبة. 

 

عندما لا يحدث الحمل، تنسدل بطانة الرحم الداخلية، لِتخرج على هيئة دم الحيض. 

 

بطانة الرحم المهاجرة

تحدث حالة بطانة الرحم المهاجرة عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم الداخلية على أعضاء أو هياكل أخرى في الجسم، كداخل البطن أو الحوض أو الصدر، وتعرف هذه الحالة طبيًا باسم (الانتباذ البطاني الرحمي). 

 

تتأثر هذه الأنسجة الجديدة بالهرمونات الأنثوية، وقد يؤدي هذا إلى التهابها عندما ترتفع مستويات الهرمونات في الدم. 

 

يسبب الانتباذ البطاني الرحمي أعراضًا غير مريحة في حالة إصابتكِ به، وقد تؤثر في نمط حياتك وممارستكِ للأنشطة اليومية، كما أنه يزيد من خطر إصابتك بالعقم وتأخر فرص الحمل. 

  

 ما الأعضاء التي قد تصاب بالانتباذ البطاني الرحمي؟

قد تنمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم الداخلية على الأعضاء التالية: 

  1. خارج الرحم. 
  2. قناتي فالوب. 
  3. المبايض. 
  4. المهبل. 
  5. الصفاق (بطانة البطن والحوض). 
  6. المثانة والحالب. 
  7. الأمعاء. 
  8. المستقيم. 
  9. الحجاب الحاجز. 

 

 

أعراض بطانة الرحم المهاجرة 

تعاني المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من أعراض مختلفة، ولكن لا ترتبط شدتها بمدى خطورة المرض، وإنما بمكان وجودة بطانة الرحم المهاجرة. 

  

تشمل الأعراض ما يلي: 

  1. آلام في البطن أو الحوض قبل وفي أثناء فترة الحيض، وكذلك خلال ممارسة العلاقة الزوجية. 
  2. الشعور بألم في الفخذ أو الساق، وقد يزداد سوءًا بمرور الوقت. 
  3. نزيف غزير وغير منتظم، وقد تتكون جلطات دموية في بعض الأحيان. 
  4. الشعور بالانتفاخ مع وجود ألم أو دونه. 
  5. الشعور بالتعب خاصة في وقت الدورة الشهرية. 
  6. ألم في أثناء التبول أو الشعور بحاجة ملحة للتبول مع وجود نزف، بسبب نمو الأنسجة في المثانة والحالب. 

 

أعراض بطانة الرحم المهاجرة في المستقيم 

قد تنمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم الداخلية في المستقيم أو الأمعاء، ويسبب هذا أعراضًا أخرى إلى جانب الأعراض السابقة، وتشمل: 

  1. ألم في منطقة الأربية، وهي المنطقة التي تجمع بين أسفل البطن والفخذ العلوي. 
  2. ألم شديد في البطن نتيجة حركة الأمعاء. 
  3. نزيف الأمعاء. 
  4. ألم خلال التغوط مع نوبات من الإسهال والإمساك. 

  

ما هي أولى أعراض الانتباذ البطاني الرحمي؟ 

تظهر الأعراض الأولى لبطانة الرحم المهاجرة على شكل ألم في البطن وأسفل الظهر ومنطقة الحوض، كما تلاحظ بعض السيدات نزيفًا خفيفًا (بقع دموية) بين الدورات الشهرية، وقد تكون الدورة الشهرية نفسها ثقيلة. 

 

أسباب بطانة الرحم المهاجرة 

لا يعرف الأطباء بالضبط السبب وراء الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، لكن هناك بعض العومل التي يعتقد الباحثون أنها تزيد من خطر الإصابة به، مثل: 

  1. انتقال أنسجة بطانة الرحم: تنتقل أنسجة بطانة الرحم إلى مناطق أخرى في الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي على غرار الطريقة التي تنتشر بها الخلايا السرطانية عبر الجسم. 
  2. التصاق البطانة في أماكن أخرى بعد الجراحات: قد تلتصق خلايا بطانة الرحم بجدران البطن أو مناطق أخرى في الجسم بعد الجراحات، كجراحة استئصال الرحم أو عمليات الإجهاض في الشهور الأخيرة من الحمل. 
  3. التاريخ العائلي: أظهرت بعض الدراسات الطبية أن السيدات اللاتي لديهن تاريخ عائلي من الانتباذ البطاني الرحمي تزداد لديهن فرص الإصابة به في مرحلة ما من حياتهن. 
  4. الدورة الشهرية العكسية: تعرف أيضًا باسم (الطمث الرجعي)، وفيه ينتقل دم الحيض وأنسجة بطانة الرحم إلى قناتي فالوب وتجويف الحوض بدلاً من تدفقه إلى خارج الجسم عبر المهبل وعنق الرحم خلال فترة الدورة الشهرية. 
  5. الحؤول الخلوي: يحدث عندما تتغير بعض الخلايا خارج الرحم إلى خلايا تشبه بطانة الرحم، لتبدأ في النمو بعد ذلك. 

 

مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة 

تعاني بعض النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من مضاعفات خطيرة، إذا تركت هذه الحالة دون علاج، وتتضمن المضاعفات ما يلي: 

  1. مشكلات في الخصوبة: 

يسبب الانتباذ البطاني الرحمي تلفًا في قناتي فالوب أو المبايض، وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بمشكلات كثيرة في الخصوبة، وبالتالي العقم. 

 

تساعد الجراحة على إزالة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى زيادة فرص الحمل عند السيدة المصابة بهذه الحالة الطبية. 

  

  1. الالتصاقات وتكيسات المبيض: 

قد تربط هذه الأنسجة الخاطئة الأعضاء ببعضها، وتسمى هذه الحالة بالالتصاقات، وستساعد الجراحة على إزالة هذه الالتصاقات والأنسجة الزائدة. 

 

عندما يظهر الانتباذ البطاني الرحمي في المبايض أو ينمو بالقرب منهما، فسيزيد هذا من فرص الإصابة بتكيسات المبيض. 

 

 

علاج بطانة الرحم المهاجرة 

لا يوجد علاج للانتباذ البطاني الرحمي، لكن تساعد بعض العلاجات على التحكم في الأعراض والسيطرة عليها. 

 

تساعد العلاجات الدوائية والجراحية على تقليل حدة الأعراض وإدارة أي مضاعفات محتملة. 

   

تشمل خيارات العلاج ما يلي: 

1) مسكنات الألم: 

يمكنكِ تناول مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف شعوركِ بالألم ومساعدتكِ على ممارسة الأنشطة اليومية دون خوف. 

  

2) العلاج بالهرمونات: 

ينظم العلاج الهرموني التغيرات الهرمونية الشهرية التي تعزز نمو الأنسجة المهاجرة، ما يؤدي إلى تخفيف شعوركِ بالألم، كما أنه يحد من تطور الانتباذ البطاني الرحمي.  

  

3) موانع الحمل الهرمونية: 

تساعد موانع الحمل الهرمونية على الحد من نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم، ما يؤدي إلى تقليل شعوركِ بالألم. 

  

توقف بعض موانع الحمل، مثل: حقن الميدروكسي بروجستيرون (ديبو بروفيرا) الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر، ما يحد من نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم، وسيساعد هذا على تخفيف الألم والتحكم في الأعراض الأخرى، لكن قد تسبب بعض الآثار الجانبية، مثل: 

  • زيادة الوزن. 
  • انخفاض إنتاج العظام، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام
  • الإصابة بالاكتئاب والتغيرات المزاجية. 

  

4) منبهات ومناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية:

تمنع هذه الأدوية إنتاج هرمون الإستروجين الذي يحفز المبايض، ما يؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية أو ما يسمى بـ (انقطاع الطمث الاصطناعي). 

  

قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، مثل: جفاف المهبل والهبات الساخنة، لذا يساعد تناول جرعات صغيرة من الإستروجين والبروجسترون في الوقت نفسه على الحد من هذه الآثار أو منعها تمامًا. 

  

5) الجراحة: 

يلجأ الطبيب إلى الجراحة، لإزالة الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم دون الإضرار بالأعضاء التناسلية خاصةً إذا كنت ترغبين في الإنجاب أو تعانين من آلام شديدة لا تستطيع العلاجات السابقة التحكم فيها أو إدارتها. 

 

هناك نوعان من الجراحة لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي، وهما: 

  • تنظير البطن، وفيه يدخل الطبيب جهازًا رفيعًا ينتهي بضوء وكاميرا من خلال شقوق صغيرة يصنعها في البطن، ثم يستخدم أدوات خاصة لإزالة الالتصاقات وأنسجة الانتباذ. 
  • استئصال الرحم، ويلجأ له الطبيب بعد فشل جميع العلاجات، وعدم تحمل المريضة للآلام التي تشعر بها. 

يزيل الجراح خلال هذه العملية الرحم والمبيضين كليًا، وبالتالي يتوقف إنتاج الهرمونات الأنثوية، ما يمنع نمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم. 

 

 

بعد أن تعرفت معنا إلى أسباب بطانة الرحم المهاجرة وأعراضها وكيفية علاجها، ننصحك بالذهاب إلى أخصائي النسا والتوليد إذا شعرت بألم غير محتمل خلال الدورة الشهرية أو قبلها أو بعد ممارسة الجماع حتى يستطيع تشخيصك بشكلٍ صحيح، ويضع معك خطة علاجية مناسبة لحالتك، ولا تخجلي أبدًا من مناقشته حول جميع الخيارات العلاجية خاصةً إذا كنتِ ترغبين في الحمل وتكوين أسرة. 

 

اقرئي مزيدًا من المقالات حول صحة المرأة على مجتمعنا الطبي أشطر ماما

فئات المقالات

فئات المقالات

تحميل المزيد