القذف المبكر عرض أم مرض؟

القذف المبكر عرض أم مرض؟

القذف المبكر، هل هو عرض أم مرض؟

الصحة الجنسية الصحة الجنسية
author

سارة السعدني

كاتب محتوى طبي

محتويات المقال

“التبكير سر النجاح" على الرغم من أن هذه العبارة تحمل قدرًا كبيرًا من الصحة، فإنها ليست دائمًا على حق، فالقذف المبكر مشكلة يتعرض لها نسبة كبيرة من الرجال وبالأخص المتزوجين حديثًا، وهو أمر محبط وقد يؤثر بشكل كبير في العلاقة الحميمة ومدى رضا الزوجين عنها، خاصةً إذا كان يحدث بشكل متكرر، الأمر الذي قد يطرح عدة تساؤلات مثل: هل هناك سرعة طبيعية للقذف؟ وهل القذف المبكر عرضًا لحالة صحية؟ وهل يمكن علاجه؟ نجيب عن كل هذه التساؤلات من خلال المقال.

 

ما هو القذف المبكر؟

 

القذف هو خروج السائل المنوي من القضيب في أثناء هزة الجماع. عندما يحدث القذف بشكل أسرع من الطبيعي، فإن ذلك يُعرف باسم سرعة القذف أو القذف المبكر.

 

القذف المبكر مشكلة جنسية شائعة، إذ يعاني واحد من كل ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عامًا من سرعة القذف، ويعاني كل الرجال من هذه المشكلة على الأقل مرة واحدة في وقتٍ ما في حياتهم.


سرعة القذف هي عرض لمشكلة مرضية أو نفسية، وليست مرضًا في حد ذاته.

 

لا يُوجد وقت محدد يجب على الرجل أن يقذف فيه، ولكن إذا حدث القذف خلال دقيقة واحدة من الإيلاج فإن هذا يشير للقذف المبكر، بل أن بعض الرجال قد يقذفون في أثناء المداعبات الجنسية أو بمجرد دخول القضيب في المهبل، وهو أمر محبط للرجل والمرأة معًا، خاصةً أن معظم النساء يحتجنّ مزيدًا من الوقت لتحقيق النشوة الجنسية مقارنةً بالرجال.

 

إذا حدث القذف المبكر في بعض الأحيان فإن هذا لا يدعو للقلق، ولكن إذا كان الأمر يحدث بشكل متكرر في كل النشاطات الجنسية، واستمر لمدة ستة أشهر، فإن هذا يشير لمشكلة تحتاج لعلاج.

 

على الرغم أن القذف المبكر أكثر المشكلات الجنسية شيوعًا، فإنه حالة قابلة للعلاج في معظم الحالات؛ لذا يجب أن يتحلى كلا الزوجين بالهدوء والصبر.

 

ما أسباب سرعة القذف؟

 

السبب الدقيق لسرعة القذف غير معروف، وكان يُعتقد قديمًا أنه يحدث نتيجة أسباب نفسية فقط، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنه ينجم عن عوامل نفسية وجسدية معًا.


الأسباب النفسية للقذف المبكر


تؤثر الحالة النفسية بصفة عامة في الأداء الجنسي، وقد يتسبب التوتر والقلق وغيرها من المشكلات النفسية في ضعف الانتصاب والقذف المبكر، وتشمل العوامل النفسية التي قد تؤدي لسرعة القذف ما يلي: 

 

  • القلق بشأن سرعة القذف.
  • القلق بشأن الخبرة الجنسية المحدودة (لذا فإن القذف المبكر مشكلة شائعة لدى المتزوجين حديثًا، نتيجة القلق المتزايد حول مدى رضاء الزوجة، ومع ذلك فمع الوقت وممارسة العلاقة الحميمة بشكل متكرر عادةً ما يعود القذف لمعدله الطبيعي).
  • الخوف من فقدان الانتصاب (يدفع الخوف من فقدان الانتصاب الرجل للإسراع في ممارسة العلاقة الحميمة).

  • فقدان الثقة بالنفس.

  • الاكتئاب.

  • الضغط العصبي.

  • القلق والتوتر.

  • وجود خلافات بين الزوجين.

  • مشاعر الذنب حول ممارسة الجنس كجزء من العادات الموروثة الخاطئة بأن الممارسات الجنسية هي أفعال مشينة، الأمر الذي يدفع الرجل للإسراع في العلاقة الحميمية لشعوره بأن ما يفعله غير لائق.

 

الأسباب الجسدية للقذف المبكر

 

قد يساهم عدد من العوامل الجسدية أيضًا في سرعة القذف والتي منها:

 

  • اضطراب مستوى الهرمونات في الجسم، وخاصةً هرمون الذكورة (التستوستيرون).
  • مستويات غير منتظمة من المواد الكيميائية في الدماغ (انخفاض مستويات السيروتونين أو الدوبامين، وهي مواد كيميائية تساهم في الرغبة الجنسية والإثارة).
  • تورم والتهاب البروستاتا أو مجرى البول.
  • تاريخ وراثي من سرعة القذف.
  • وجود مشكلة جنسية أخرى، مثل: ضعف الانتصاب.
  • بعض الأدوية مثل أدوية الضغط المرتفع.

 

أسباب أخرى للقذف المبكر


قد يحدث القذف المبكر أيضًا نتيجة أسباب أخرى ومنها:

 

  • التحفيز الجنسي الزائد.
  • التقدم في العمر (قد يحدث القذف المبكر بشكل طبيعي مع التقدم في العمر).
  • شدة حساسية القضيب للتحفيز الجنسي.
  • التدخين وشرب الكحول.

 

 ما هي سرعة القذف الطبيعية؟


لا يُوجد وقت محدد للقذف الطبيعي فالأمر يختلف من رجل لآخر، ومع ذلك فإن معظم الرجال يقذفون ما بين 5-10 دقائق، وأظهرت الأبحاث أن متوسط وقت القذف بعد الإيلاج هو 5 دقائق ونصف.


ويُشار للقذف بعد دقيقة إلى دقيقة ونصف بالقذف المبكر.

علاج طبيعي لسرعة القذف

 


 

في عديد من الحالات يمكن لمشكلة القذف المبكر أن تختفي من تلقاء نفسها، ويعود القذف لمعدله الطبيعي خاصةً إذا كان السبب مؤقتًا مثل القلق، أو الضغط العصبي، وغيرها، أما إذا استمر القذف المبكر فترة طويلة، وتسبب في عدم رضا الزوجين عن العلاقة الحميمة فيجب استشارة اختصاصي الذكورة لمعرفة ما السبب ورائه وعلاجه.


ومع ذلك قد تساعد بعض الطرق على تأخير القذف والتي منها:

 

  • استخدام الواقي الذكري (يساعد الواقي الذكري خاصةً الأنواع السميكة منه على تأخير الإحساس عند الرجل، ما يساعد بدوره على تأخير حدوث النشوة والقذف، كما يُوجد أنواع من الواقي الذكري تحتوي على نسبة من المخدر الموضعي ما يؤخر القذف).
  • استخدام كريمات التخدير الموضعية مثل الليدوكايين وغيرها على القضيب خلال 15 دقيقة قبل الجماع مباشرةً، والتي تساعد على تخدير الجلد والأنسجة الأخرى، ما يقلل من تأثير اللمس والتحفيز الجنسي، ويسمح للرجل بالشعور بالمتعة ولكن يكون القضيب أقل حساسية في بعض المناطق، ما يساعد على تأخير القذف.
  • تجنب التحفيز الجنسي المفرط مثل المداعبات وغيرها في أثناء العلاقة الحميمة.

 

العلاج السلوكي للقذف المبكر


عادةً ما يوصي الأطباء بالعلاجات السلوكية قبل الأدوية لعلاج القذف المبكر، وهي عبارة عن ممارسات يقوم بها الرجل قبل وأثناء العلاقة الحميمة، وتشمل ما يلي:

 

  • استراتيجية التوقف والبدء: تعتمد هذه الطريقة على ممارسة العلاقة الحميمة حتى اقتراب الوصول للنشوة ثم التوقف لمدة ثلاثين ثانية، وتكرار الأمر ثلاث أو أربع مرات في أثناء العلاقة ثم السماح للقذف بالحدوث، تساعد هذه الطريقة على التحكم في سرعة القذف بشكل تدريجي. توصي جمعية المسالك البولية الأمريكية بتجربة هذه الطريقة ثلاث مرات في الأسبوع.
  • العلاج بالضغط: في هذه التقنية يمكن ممارسة العلاقة الحميمة وعند اقتراب القذف يقوم الرجل بالضغط بلطف على رأس القضيب لمدة 30 ثانية تقريبًا، حتى يبدأ في فقدان الانتصاب، وتُكرر هذه الطريقة عدة مرات قبل السماح بحدوث القذف.
  • التفكير المشتت: تكمن الفكرة في هذه الطريقة على تركيز الانتباه في أشياء غير جنسية في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، مثل التفكير في أسماء الممثلين المفضلين أو أسماء لاعبي فريق كرة القدم المفضل وهكذا، تساعد هذه الطريقة على تقليل القلق بشأن القذف، ما يساعد بدوره على تأخير النشوة الجنسية والقذف.
  • تجنب الجماع المباشر لفترة: قد تساعد الممارسات الجنسية الأخرى مثل المداعبات وغيرها على تخفيف الضغط النفسي بشأن القذف المبكر، وقد يساعد أيضًا على تحقيق الرضا للزوجين.
  • تمارين كيجل: قد تساعد هذه التمارين والتي تستهدف عضلات قاع الحوض على تقويتها والتحكم في القذف، يمكن ممارسة هذه التمارين كالتالي: 
  1. شِد عضلات الحوض بالطريقة نفسها التي توقف بها التبول أو الغازات لمدة ثلاث ثوانِ.
  2. أرخي العضلات مدة ثلاث ثوانِ أخرى.
  3. كرر التمرين عدة مرات على مدار اليوم، تشمل المرة الواحدة ثلاث مجموعات تتضمن كل منها 10 عدّات. يمكن ممارسة التمرين في أثناء الوقوف أو الجلوس أو الاستلقاء.

 

عزيزي القارئ، القذف المبكر حالة قابلة للعلاج، وفي معظم الحالات لا تستمر لفترات طويلة، وهي مشكلة لا تستدعي الخجل أو الحرج، ويمكن استشارة طبيب الذكورة في حال استمرت لفترة طويلة، أو الطبيب النفسي إذا كان الاكتئاب أو الشعور بالذنب وغيرها من العوامل النفسية والعاطفية هي السبب ورائها.

 

اقرأ مزيدًا من المقالات عن كل ما يهم الرجل في كلام رجالة على موقع دوت كير

فئات المقالات

فئات المقالات

تحميل المزيد