في عالمنا المعاصر، تتزايد المخاوف المتعلقة بالصحة، ويعد كلا من الفشل الكلوي وأمراض القلب من بين الأمراض التي تشكل تحدياً كبيراً على الصعيد العالمي وتشكل تهديدًا خطيرًا على حياة الملايين، ولكن هل تعلم أن هناك رابطًا قويًا يربط بين هاتين الحالتين المرضيتين؟! إن فهم هذا الرابط سيعزز الوعي العام ويساهم في الحفاظ على صحتنا بشكل مستدام. في هذا المقال، نتعرف على الفشل الكلوي بالتفصيل، ثم نتناول علاقته بأمراض القلب، فهيا بنا نبدأ.
يحدث الفشل الكلوي عندما تتوقف إحدى كليتيك أو كليهما عن العمل بشكل جيد. أحيانًا يكون الفشل الكلوي مؤقتًا ويتطور بسرعة (حاد)، وفي أحيان أخرى يكون مزمنًا (طويلة الأمد) ويزداد سوءًا ببطء وعلى مدار السنوات.
الفشل الكلوي هو آخر مراحل مرض الكلى وأخطرها؛ وهو مرض قاتل، فإذا تٌرك مريض الفشل الكلوي دون علاج فقد لا يتعدى العمر المتبقي له بضعة أيام أو أسابيع.
الكلى هي أحد أعضاء الجسم، وتشبه حبة الفول ولكن بحجم قبضة يدك. لدى كل منا كليتان تتواجدان على الجانبين تحت القفص الصدري، باتجاه الظهر. على الرغم من ولادتنا بكليتين، يمكن للإنسان العيش بشكل جيد بكلية واحدة فقط طالما أنها تعمل بشكل صحيح.
للكلى وظائف عديدة، من أهمها مساعدة جسمك على التخلص من السموم من خلال ترشيح الدم وإرسال الفضلات من الجسم إلى البول. وعندما لا تعمل الكليتان بشكل صحيح، تتراكم الفضلات في جسمك، ما يُسبب العديد من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم إدارته بالشكل الصحيح.
في الواقع، لا يُسبب الفشل الكلوي في مراحله المبكرة أي أعراض ملحوظة في كثير من الأحيان، حتى أنه وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يصل إلى 90% من الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن لا يعرفون أنهم مصابون به.
مع تقدم مرض الكلى، قد تظهر الأعراض التالية:
قد يكون من الصعب تحديد أعراض مرض الكلى في مراحله المبكرة؛ إذ غالبًا ما تكون خفية ويصعب التعرف عليها. عند ظهور أعراض فقد تشمل ما يلي:
جسم الإنسان معقد للغاية! فعلى الرغم من أن كل عضو في جسمك لديه وظيفة محددة يؤديها للحفاظ على صحتك، إلا أن جميع الأعضاء لا تزال تعتمد على بعضها البعض لتعمل بشكل جيد، وعندما لا يعمل أحدها بالطريقة التي يجب أن يعمل بها، يمكن أن يضغط على الأعضاء الأخرى ويتسبب في توقفها عن العمل بشكل صحيح هي الأخرى.
يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي إلى مضاعفات متعددة، مثل:
أمراض القلب أيضًا أحد المضاعفات التي قد تنتج عن الفشل الكلوي، وفي الفقرة التالية نتعرف على العلاقة بين هاتين الحالتين بالتفصيل.
العلاقة بين الفشل الكلوي وأمراض القلب علاقة ثنائية الاتجاه؛ إذ أن كل منهما قد يؤدي غلى الآخر!
يمكن أن تؤدي أمراض القلب إلى الفشل الكلوي، ويمكن أن يؤدي الفشل الكلوي إلى أمراض القلب. وفقًا لدراسة أجريت عام 2018، فإن أمراض القلب هي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى.
تشترك أمراض الكلى وأمراض القلب أيضًا في اثنين من الأسباب الرئيسية نفسها؛ وهما السكري، وارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم ليس فقط سببًا لأمراض الكلى؛ أمراض الكلى أيضًا سبب لارتفاع ضغط الدم. عندما تتلف الكلى لا تتمكن من تصفية الماء والأملاح الزائدة في الجسم، وبالتالي يرتفع ضغط الدم، وهذا الارتفاع الناتج في ضغط الدم بدوره يسبب تفاقم مرض الكلى، ومنه يرتفع ضغط الدم مرة أخرى، وهكذا يدخل الجسم في حلقة مفرغة خطيرة؛ إذ أن كل مرض يجعل الآخر أسوأ. لحسن الحظ يمكنك الوقاية من الدخول في هذه الدائرة المفرغة. كيف؟ نجيبك في الفقرة التالية.
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك مصابًا بالفشل الكلوي؛ إليك هذه النصائح للمساعدة في حماية قلبك:
في ختامنا لهذا المقال، يتضح أن الفشل الكلوي وأمراض القلب يرتبطان بشكل قوي وثنائي الاتجاه. فهم هذا الرابط المرضي يعزز الوعي العام ويساهم في الحفاظ على صحتنا بشكل مستدام. لذا، يجب علينا تبني نمط حياة صحي، والحرص على ضبط ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، وتجنب التدخين والتوتر الزائد، وممارسة النشاط البدني بانتظام. بالاهتمام بصحتنا العامة، يمكننا تقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض القلب، والحفاظ على حياة صحية ومستقرة.
اقرأ المزيد من الموضوعات عن سلامة قلبك على موقعنا دوت كير.