هل ورد على ذهنك كيف يعمل الأسبرين لعلاج أمراض القلب عندما وصفه لك الطبيب؟ حسنًا، هل كنت تعلم أنّه قد يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من الأمراض القلبية كذلك؟ سواءً كنت تستخدم الأسبرين لعلاج مرض قلب تعاني منه حاليًا أو للوقاية من الإصابة به في المستقبل، فأنت بحاجة لمعرفة أهم المعلومات عن هذا الدواء متعدد الاستخدامات وكيفية استفادة قلبك منه، بالإضافة إلى الأعراض الجانبية التي قد يسببها، هيا بنا نتعرف إلى كل هذا وأكثر من خلال مقال اليوم.
قد يصف الطبيب لك جرعةً صغيرةً من الأسبرين كعلاج وقائي لتقليل خطر الإصابة بعدة أمراض، مثل: النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بالأخص في حالة وجود تاريخ مرضي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن يا تُرى ما الطريقة التي يعمل بها الأسبرين لعلاج أمراض القلب والوقاية منها؟
يعمل الأسبرين على تقليل خطر حدوث أهم مسبب لأمراض القلب من نوبات قلبية وسكتات دماغية، وهو تجلط الدم في أحد الأوعية الدموية في الجسم.
تتكون الجلطة الدموية من خيوط طويلة من الفيبرين وهو بروتين يشكّل شبكة تتجمع عليها الصفائح الدموية والخلايا معًا وتلتصق بها مكونةً بذلك التجلط الدموي.
يعيق الأسبرين عملية التجلط عن طريق تعطيل الإنزيمات المساعدة على التجلط، ما يقلل قابلية الصفائح الدموية والخلايا على الالتصاق لتكوين الجلطة، ولهذا يسمى الأسبرين بمسيل الدم (blood thinner).
يعمل الأسبرين لعلاج أمراض القلب وتقليل خطر الإصابة بها، ونذكر منها الآتي:
تتعدد أمراض القلب كما ذكرنا للتو، ولمعرفة كيف تنشأ هذه الأمراض علينا أن نتعرف أولًا إلى وظيفة القلب.
يضخ القلب الدم الذي يمد خلايا الجسم بالكامل بالأكسجين والمغذيات الضرورية لتأدية الوظائف المختلفة، ويصل الدم لجميع أعضاء الجسم وخلاياه عن طريق شبكة من الأوعية الدموية.
تنشأ الأمراض القلبية عندما تُصاب عضلة القلب بضرر يمنعها من ضخ الدم بشكل فعّال أو عندما تتعطل شبكة الأوعية الدموية بسبب تضرر الشرايين أو انسداد مجراها كما يحدث في الجلطات.
قد يؤدي الأسبرين إلى بعض التغيرات في ضغط الدم بسبب تأثيره في زيادة سيولة الدم، ما قد يؤثر على المصابين بالضغط ولذلك يحرص الطبيب على أخذ التاريخ المرضي بدقة قبل وصف الأسبرين وتحديد مناسبته لحالة الشخص.
قد يؤدي تناول الأسبرين لفترات طويلة إلى حدوث بعض الأعراض الجانبية، ونذكر لك منها:
يساعد الأسبرين على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن لا يعني هذا أنه تناوله يناسب جميع الأفراد؛ إذ أثبتت الدراسات أن تناوله دون وجود تاريخ مرضي لأمراض القلب قد يسبب نزيف المعدة.
لا تنسى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ الأسبرين لعلاج أمراض القلب لتقييم حالتك وتحديد الجرعة التي تناسبك، ونذكرك عزيزي أنَه من الضروري كذلك عدم إيقاف الدواء قبل الرجوع إلى الطبيب لتفادي أي أعراض جانبية محتملة، كما ننصحك بأهمية إعلام الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلات النزيف أو السيولة قبل أخذ الأسبرين.
نوصيك أيضًا بسرعة التوجه إلى الطبيب في حال ملاحظة أي من المضاعفات التالية خلال فترات تناول الأسبرين:
يستفيد من العلاج بالأسبرين الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل أو الذين يعانون من مرض حالي في القلب، إذ يوصي الأطباء بتناول الأسبرين يوميًا للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية ما لم يكن الشخص يعاني من حساسية تجاهه أو تاريخ مرضي يشمل التعرض لنزيف.
قد لا تستفيد من الأسبرين إذا لم تُشخّص بأمراض القلب ولم تعاني من عوامل خطر الإصابة بها، لذا إذا كنت تتمتع بصحة جيدة، ولم يتجاوز عمرك الأربعين فقد يعرضك تناول الأسبرين إلى أعراض جانبية أنت في غنى عنها، مثل: قرح المعدة وصعوبة التئام الجروح بسبب النزيف الناتج عن سيولة الدم.
لا يُستخدم الأسبرين لعلاج أمراض القلب وتقليل خطر الإصابة بها وحسب، إذ إن له العديد من الاستخدامات منذ بداية تصنيعه على يد العالم الكيميائي فليكس هوفمان، ونذكر لك بعض الاستخدامات فيما يلي:
ذكرنا فيما سبق الطريقة التي يعمل بها الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن كيف يخفف الأسبرين الآلام ويقلل الالتهاب أيضًا؟
يمنع الأسبرين إنتاج البروستاجلاندين وهي مواد دهنية شبيهة بالهرمونات وتعد بمثابة الجهاز المتحكم في تشغيل الخلايا المنظمة للألم والالتهاب وإيقافها، وبهذا يخف الألم عند منع إنتاجها.
ينتج الجسم البروستاجلاندين في المواضع التي تصاب فيها الأنسجة بالتلف أو العدوى، إذ تتحكم هذه المواد في تدفق الدم وعملية الالتهاب وتشكيل جلطات الدم.
نضيف إلى معلوماتك أيضًا أن تاريخ اكتشاف الأسبرين يعود إلى أكثر من ٣٥٠٠ سنة قبل تصنيعه، إذ اشتُق من شجر الصفصاف حين طحن القدماء لحاء هذه الشجرة ولاحظوا تأثير تناوله على تسكين الآلام.
نذكرك بأهمية استشارة الطبيب قبل استخدام الأسبرين لعلاج أمراض القلب أو علاج أي أمراض أخرى لتفادي الأعراض الجانبية.
يوصي الأطباء بتناول البالغين فوق سن الأربعين لجرعات منخفضة من الأسبرين للوقاية من أمراض القلب من خلال تقليل خطر التجلط.
تبدأ الجرعة المنخفضة للأسبرين للوقاية من أمراض القلب للأشخاص أصحاب التاريخ المرضي من 75 ملغ، ويتوافر الأسبرين على شكل أقراص وكبسولات ويمكن شراؤه دون وصفة طبية، غير أنّه يجب عدم إهمال الرجوع للطبيب لتحديد الجرعة المناسبة للوقاية من أمراض القلب بناءً على السن والتاريخ المرضي.
قد يصف الطبيب جرعات أعلى من 75 ملغ للأشخاص الذين خضعوا لعملية رأب الأوعية التاجية؛ وهو إجراء يُستخدم لعلاج الشرايين المسدودة في القلب.
سيناقش معك الطبيب التاريخ المرضي للعائلة والتاريخ الشخصي للإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى ضغط الدم والسيولة لتحديد مواءمة الأسبرين لك دون التعرض للأعراض الجانبية والتي ذكرناها مسبقًا، مثل: النزيف ومشكلات الجهاز الهضمي والتي تشمل قرح المعدة.
قد يحتاج الطبيب إلى تعديل جرعة الأسبرين لك كل فترة وأخرى، إذا كنت تأخذه بصفة يومية.
تطرقنا سويًا اليوم إلى كيفية عمل الأسبرين لعلاج أمراض القلب وأهميته في الوقاية من حدوث الجلطات، بالإضافة إلى الاستخدامات الأخرى والفوائد المتعددة له على مر الزمان، لا تنسى أهمية الزيارة الدورية للطبيب لضبط جرعات الدواء ومنها الأسبرين بالطبع للحفاظ على سلامة قلبك، كما نذكرك بأهمية الرجوع إلى الطبيب عند ملاحظة أي أعراض جانبية لاستخدام أي أدوية لعلاج القلب. دمت بأفضل صحة وحال ونلقاك في مقال جديد عمّا قريب.
اقرأ المزيد من الموضوعات عن سلامة قلبك على موقعنا دوت كير.