"صغيري زياد يعاني كثيرًا وقت الرضاعة، أحاول أن أفهم ماذا يحدث له ولكني لا أعرف، مع كل مرة أحاول أن أُرضعه يكون متألمًا وغير مرتاح وما إن تنتهي الرضعة يتجشأ كثيرًا ثم يتقيأ، وزنه لا يزيد وهذا ما يقلقني" كانت هذه شكوى مدام ليلى وكل ما تشكو منه هي أعراض الارتجاع عند الرضع، لذا في هذا المقال نتعرف إلى هذه الأعراض وعلاج ارتجاع سواء كان كلاسيكيًا أو صامتًا.
من المقلق بالنسبة لأي أم أن تلاحظ أي أعراض غريبة على رضيعها خاصةً لو كانت هذه هي أول طفل لها ولكن مع المعرفة والاستشارة الطبية يهون هذا القلق لذا بدايةً، دعونا نعرف ما هو الارتجاع؟
ارتجاع المريء المعدي (GER) هو اضطراب في الجهاز الهضمي ويكون شائعًا جدًا بين الرضع، إذ يحدث عندما تتدفق محتويات المعدة مرة أخرى إلى المريء ومن أعراضه الشائعة عند الرضع ما يلي:
إذا استمرت هذه الأعراض فمن المهم استشارة الطبيب المختص لأنها قد تشير إلى حالات أكثر خطورة.
لا يوجد سبب رئيسي ومباشر وراء الارتجاع عند الرضع ولكن بالطبع توجد عدة عوامل تساهم في تطوره ومن هذه العوامل:
بشكل عام، توجد العديد من العوامل المختلفة يمكن أن تساهم في تطور الارتجاع عند الرضع ولا يوجد سبب واحد بعينه ومع الاستشارة الطبية المناسبة واتباع التعليمات تتحسن الحالة وتختفي الأعراض المزعجة تمامًا.
من حسن الحظ أنه توجد عدة خطوات يمكنك عزيزتي المواظبة عليها قد تساهم في تغيير نمط الحياة لدى الرضيع ما يقلل أعراض الارتجاع.
دعونا نتعرف ابتداءً إلى التغييرات المناسبة لتعديل أنماط التغذية كما يلي:
إضافةً إلى ما سبق فعند استشارة الطبيب المختص قد يصف بعض الأدوية التي تساهم في تقليل الأعراض ومنها ما يلي:
الأدوية المثبطة للحمض، مثل حاصرات H2، ومن أمثلتها مواد فعالة مثل الرانيتيدين أو مثبطات مضخة البروتون ومن أمثلتها مواد فعالة مثل أوميبرازول.
تعمل هذه الأدوية على تقليل كمية الحمض في المعدة ما يساعد على تقليل ن الارتجاع بالتبعية، ولا تقلقي عزيزتي فهذه الأدوية آمنة وفعالة في نفس الوقت.
على الرغم من أن التدخل الجراحي إجراء نادر في علاج الارتجاع إلا إنه خيارًا يُعتد به في الحالات الشديدة. يقوم الطبيب المختص بلف الجزء العلوي من المعدة حول المريء لإنشاء حاجزًا ضد الارتجاع.
لا داعي للقلق فعادة ما تعتبر الجراحة الملاذ الأخير عندما تفشل العلاجات الأخرى، ولا يتم إجراؤها بشكل شائع عند الرضع.
يكمن دورك كأم في المراقبة، إذ إنه من المهم مراقبة الأعراض التي تظهر على رضيعك ومعرفة ما إذا كان وزنه يزداد بانتظام أم لا، ولا تترددي في طلب العناية الطبية إذا كانت هناك أية مخاوف، نعم يسبب الارتجاع عند الرضع بعض الاضطراب والقلق والتوتر ولكن مع العلاج والإدارة المناسبين، يتحسن معظم الرضع بمرور الوقت.
هذا النوع من العلاجات لا يمكن أن يعالج الارتجاع فالطبيعي أن يتم استخدام الأعشاب كعلاج تكميلي للمساعدة في التخفيف من أعراض ارتجاع المريء عند الرضع.
ومن الأعشاب التي تم استخدامها تقليديًا للمساعدة في تهدئة الجهاز الهضمي وتقليل الالتهاب الآتي:
يمكنكَ عزيزتي إعطاء هذه الأعشاب لرضيعك في شكل شاي أو كمكمل، ولكن من الضروري التأكد من أن الجرعة مناسبة لعمر الرضيع ووزنه.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هناك أدلة علمية محدودة لدعم استخدام الأعشاب لعلاج ارتجاع المريء عند الرضع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لبعض الأعشاب آثار ضارة على الرضع، خاصة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح أو بجرعات عالية. لذلك، من الضروري التشاور مع طبيب أطفال أو أخصائي رعاية صحية مؤهل قبل استخدام أي أعشاب لعلاج ارتجاع المريء عند الرضع.
ببساطة لا تختلف طرق علاج الارتجاع الصامت عن الارتجاع الكلاسيكي لذا يمكن علاجه بمجرد أن ينجح الطبيب في تشخيصه ولكن دعونا أولاً نعرف ما هو الارتجاع الصامت وما الفرق بينه وبين الارتجاع الكلاسيكي.
الارتجاع الصامت والمعروف أيضًا باسم ارتجاع البلعوم الحنجري (LPR)، هو نوع من ارتداد المريء المعدي (GER) الذي يحدث عندما تتدفق محتويات المعدة مرة أخرى إلى الحنجرة والبلعوم، بدلاً من الفم.
يمكن الفرق الرئيسي بين الارتجاع الكلاسيكي والصامت في أن الأخير يمكن أن يحدث ولا تظهر أية أعراض على الرضيع، ولكن في بعض الحالات يظهر على الرضيع الأعراض الآتية:
قد يعاني الرضع المصابون بالارتجاع الصامت أيضًا من التهابات متكررة في الأذن أو بحة في الصوت.
بالطبع إذا كان هناك حالة مرضية لا تنذر عن نفسها بأعراض معينة يكون تشخيصها صعبًا ولكن يمكن للطبيب أن يقوم ببعض الاختبارات التي من شأنها أن تساعده في التشخيص مثل: مثل قياس الحموضة في المريء، أو المنظار العلوي. تسمح هذه الاختبارات الإضافية أن يفحص الطبيب بطانة المريء والمعدة ويحدد العلاج المناسب.
علمت مدام ليلى ما يعاني منه رضيعها زياد وكانت كل الأعراض التي تظهر عليه هي أعراض الارتجاع عند الرضع وبعد استشارة الطبيب وتجربة عدة خطوات مما نصحها بها وجدت تحسن كبير في تغذية زياد،بل وزاد وزنه. لذا عزيزتي أطمئنك أنه لا داعي للقلق وأنه الارتجاع عند الرضع سواء كان كلاسيكيًا أو صامتًا يمكن معالجته والتغلب عليه.
اقرئي المزيد من الموضوعات عن صحتك وصحة طفلك على مجتمعنا الطبي "أشطر ماما" على موقعنا " دوت كير"